مزايين الإبل والعودة إلى الأرض
العودة إلى الأرض رياضة أبناء الجزيرة العربية والمتمثلة في قبائلها الأصيلة والتي "تحتفل" بمهرجاناتها السنوية "كثقافة إشاعة الفرح" والاحتفاء بالأرض وموروثها الملتصق بوجدان أهلها. وأننا نبحث دائما عن تطور "السياحة الوطنية" والموروث إحدى وسائل الجذب لها. وقد كنت أتمنى أن "تنبري هيئة السياحة" الموقرة للمشاركة وتبني تطوير "مهرجانات مزايين الإبل" التي يعشقها أبناء الصحراء. ولأن الصحراء جزء مهم بل بالغ الأهمية لما تملكه من سحر طبيعي وثروة هائلة يمكن للوطن الاستفادة منها مثلها مثل "الثروة المعدنية" التي تتنافس عليها كبرى الشركات الاستثمارية والتعدينية خاصة أن الصحراء تملك ما هو أكثر وأغلى وأثمن ألا وهو الإنسان السعودي ابن الصحراء الذي يعد الثروة الأغلى والأهم. ولقد شاهدنا مهرجانات عدة زارها ودعمها كل أبناء الموحد خاصة الأمير مشعل بن عبد العزيز الذي أحيا هذه الرياضة السعودية الأصيلة وآخر الزيارات الداعمة زيارة الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة جائزة الملك فيصل ـ طيب الله ثراه ـ وهذه الخطوات التي تقوم بها "القيادة" لمشاركة أبناء القبيلة"قبيلة عتيبة الهيلا" وهذا ما يدعم تصور القبائل وتوجهها نحو "إحياء الموروث.. والاستفادة من جوانبه الإيجابية كهواية رائعة لا يمكن فصلها عن عشاقها ومحبيها. عكس ما كان يثار حولها أنها ستكون مثار تصدع اللحمة الوطنية القوية والمتماسكة والتي لا تقبل أبدا التشكيك فيها ـ لما للقبيلة من أدوار قوية كانت وستظل إلى الأبد ـ داعما كبيرا للوطن وتقدمه. إنها "كرنفالات وطنية" تثير في النفوس الفرح والبهجة وتزيد التماسك الوطني وتقوي القاعدة الصلبة. إنها الصحراء هذه الأحضان الطاهرة التي احتضنت مزايين الإبل لكل القبائل السعودية والتي نأمل أن يتم تطويرها وتنظيم فعاليات ـ كبرامج سنوية يتنافس فيها الجميع بشرف وأخلاق الإنسان البدوي الأصيل. كما أن لهذه المهرجانات ـ أن تشكل "استثمارات" وبورصة للإبل تدار بآلية اقتصادية كجزء من "ثروات الوطن" فلتكن هذه المناطق المناسبة "قواعد ثابتة" حيث يستفاد من التجارب الناجحة وحذف ما يؤثر فيها سلبا وإضافة ما يزيدها قوة وتكاملا. إنها بعض الاقتراحات التي تصب في مصلحة الوطن أولا وأخيرا. ولأننا أمام واقع لا يمكن تغييره، والدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ترعى وتشجع وتهتم وتدعم مثل هذه "الاحتفائية" بالإبل كأول وأهم وسيلة نقل.. نقلت الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وها هي تحظى بتكريمها كما تستحق.
خاتمة: الوطن هو الأساس والمواطن مؤسس.