ما يهمني فيما نشرت الصحف أخيرا عن أن عدد المنتحرين في "السعودية" خلال الأعوام الثلاثة الماضية بلغ 300 منتحر .. ما يهمني هو أن بين المنتحرين شبابا في عمر الزهور كان أمامهم العمر المديد والمستقبل السعيد!!
وسبب اهتمامي في الواقع هو الدوافع والأسباب التي تدعو شاباً في العشرين أو أقل أو أكثر إلى الانتحار.
لقد اتضح أن السبب الرئيسي لانتحار الشباب هو أسلوب الأسرة في التعامل معهم .. أسلوب الزجر والتعنيف والحصار والتضييق بغرض التأديب والتهذيب!
إن هذا الأسلوب الذي يعتقد الآباء والأمهات أنه هو الأسلوب الأمثل لضمان التربية الصحيحة هو أسلوب ليس فقط سيئاً وعقيماً، ولكن نتائجه مدمرة .. فإما أن ينمو شابا ضعيف الشخصية فاقد الإرادة، وإما أن ينتحر وهذا تحذير صارم لكل أسرة.
لقد بلغ العدد 300 منتحر، أغلبهم أو أكثرهم من الوافدين والسبب واضح هو أن الدين الحنيف أنذر المنتحر بالخلود في النار .. ونحن شعب متدين يعرف أن العقاب شديد وهل هناك أشد من الخلود في النار.
ويقول خبراء التربية النفسية في التعليق على انتحار الأحداث إن من أبرز الأسباب التضييق على الحدث (الصبي) في السهر والترفيه عن نفسه أو اللعب مع زملائه وأصدقائه، والسبب الثاني هو سوء العلاقة بين الصبي وأهله .. والصبي ورفاقه وفشله الدراسي، والتفكك الأسري .. والفقر طبعاً .. فعندما لا يجد الحدث ما يلبي متطلباته الحياتية من ملبس ومأكل ومشرب فقد يجد الحل في الانتحار.
وفي الواقع أن عدد المنتحرين في "السعودية" ليس محدداً .. وهذا الرقم تقديري حسب المعلومات المتاحة من الشرطة ومن المصحات النفسية .. وهنا يجب أن نطالب الجهات المسؤولة من الوزارات والمؤسسات والمستشفيات بالاشتراك في أعداد دراسة معمقة نفسية واجتماعية واقتصادية لنعرف أين نقف من هذا الخطر الذي هو عالمي فعلاً!
