الحلال مثنى وثلاث ورباع والحرام مائة ومائتان وألف

عدد النساء في كل مجتمع وفي كل زمان أكثر من الرجال بنسب متفاوتة.
في البادية... في المدن.. والقرى.. في العصور القديمة.. والعصر الجاهلي.. والإسلامي فيما بعد كانت الحروب تستهلك الرجال فيقل عددهم فتقل نسبتهم ... وكان طلب الرزق الذي يستوجب السفر في قفار تعج بالوحوش تفترس الرجال، وقطاع الطرق تقتل طلاب الرزق فتكون نسبة الرجال غالبا 40 في المائة والإناث 60 في المائة.
ولهذا سنت القوانين والأعراف في الجاهلية التعدد بشكل غير محدد لولا أن الإسلام حدده بأربع ـ شرط العدل - ولم تكن هناك احتجاجات أو انتقادات.. إلا في عصر العولمة: الذي يحارب "تعدد الزوجات" وينادي (بتعدد الصديقات).
ورغم أن (عصر العولمة) هذا فيه نسبة النساء إلى الرجال تبلغ 3 : 1 في ألمانيا بعيد الحرب العالمية الثانية... ـ لدرجة أن سكان بون العاصمة طالبوا بإدراج (الحل الإسلامي) الذي يسمح بتعدد الزوجات ـ في الدستور الألماني - بدلا من (تعدد العشيقات والصديقات وانتشار الدعارة والفجور والاغتصاب ومواليد السفاح... وكثرة الأمراض ومنها (الإيدز).
كما بلغت نسبة النساء إلى الرجال في البوسنة والهرسك (رجلا لكل 27 امرأة) تصوروا؟! نتيجة ما حدث فيها من حرب عنصرية.
وفي العراق وفي إيران والشيشان نتيجة الحروب.. النساء أضعاف أضعاف الرجال ... مما جعل الشاعر محمد توفيق العسيري (1887م ـ 1937) يقول
جنسهن اللطيف يزداد عــدّا ذلكم ما يقوله الإحصـاء
فترى اليوم الاجتماع مريضا واعتناق التعديد لهو الدواء
إن في رفق شرع أحمد بالأنـ ثى لفضلا يجله الشرفـاء
فمن العدل بينهن وفـــاق والمساواة ألفة وإخــاء
وهو فرض على المعدد لا يقـ وى على بعض ثقله الضعفاء
وقديما حمى الضعاف ونجـا هن مما يخفنه الأقويــاء

فإذا كان عدد النساء أضعاف عدد الرجال, وإذا كانت النساء الطاهرات اللائي يعانين الوحدة (عرضة للاكتئاب) والقلق من القيل والقال، بينما النساء اللائي (نص نص) يتعرضن للفجور وعظائم الأمور، حتى إن نسبة أولاد "الزنا" في عام 1958 بلغ ربع مليون مولود ثم قفز إلى (الملايين) في التسعينيات في الولايات المتحدة الأمريكية .. هذه أرقام رسمية تقولها الحكومات ـ بينما الأرقام الحقيقية أضعاف الأرقام الرسمية.
وإذا كان أغلب الأزواج ـ لهم عشيقات أو رفيقات أو صديقات أو (رقيقات من سوق الجواري). وإذا كان الفقر والحاجة والظروف السيئة والشيطان ... كلهم يحاربون الحلال... فما الحل؟ إذا صرخت إحداهن تطلب (عائلا) لها كما وصفها الرصافي.

إن أنس لا أنس أم الطفل قائلة وفوق وجنتها للدمع تهطال
إني تجردت من دنياي حاسرة مالي سوى طفلي الباكي بها مال
أي أمرئ بعد هذا اليوم ذي جد يعولني حيث لا زوج ولا آل

إذا كانت الحال والواقع فما الحل: .. سؤال موجه لجميع شرائح المجتمع ما عدا (المتزوجات).
والمطلوب مواجهة المشكلة بالفعل والمنطق .. حل يحمي ويحافظ على كرامة المرأة سواء كانت "متزوجة" أو (وحيدة) أو (عانسا أو مطلقة)...
الحل كما يراه المنطق والعقل والواقع هو (الحل الإسلامي) وصدق الله العظيم عندما قال (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا) صدق الله العظيم...

أخيرا.... أقول للقراء (وللزوجة الأولى) ( لا تأخذي الموضوع جد)... وأطلب (السماح).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي