براين دي بالما صاحب مقولة " الكاميرا دائماً تكذب، تكذب 24 مرة في الثانية ". الاسم الأصلي Brian Russell De Palma. تاريخ ومكان الولادة 11-9-1940م، نيوجيرسي (أمريكا). التعليم علم الفيزياء! تزوج وطلق ثلاث مرات من دارنيل دي بالما، جيلا أني هورد، ونانسي ألين.

ولد براين لطبيب جراح مشهور في أمريكا، ودرس علم الفيزياء في نيوجيرسي ولكنه في الوقت نفسه شعر بانتمائه لعالم السينما والأفلام فصور بعض الأفلام القصيرة، وبعد سبعة أعمال مستقلة نجح لأول مرة في فيلم الرعب المثير Sister عام 1973م مع الممثلة مورقيت كيدر.

وقف براين لأول مرة خلف الكاميرا السينمائية الطويلة عام 1968م مع الممثلين جوناثان ووردن وروبرت دي نيرو في الكوميديا Greetings. بقي مع دي نيرو وصور معه فيلمي الكوميديا العاديينThe Wedding Party (1969م) وHi Mom (1970م)، واستمر مع الكوميديا، ففي عام 1972م قدم فيلم Get to Know Your Rabbit مع توم سميذر وجون أوستن دون أي نجاح يذكر.

في ربيع عام 1973م استطاع دي بالما أن يضع بصمته في خطوة تعتبر من أهم خطواته إلى عالم الإخراج في هوليوود، وذلك في فيلمه الدموي المرعب المستقل Sisters الذي كتب قصته أيضاً، ثم عاد بعد عام ليخرج ويكتب مجدداً فيلم الرعب الموسيقي الكوميدي الجيد Phantom of the Paradise مع الممثلين باول ويليامز وويليام فينلي، وقد ترشح الفيلم لأوسكار أفضل موسيقى.

عام 1976م كان بالتأكيد انطلاقة براين الحقيقية للجمهور، فاستطاع بالفيلم المرعب الساحر Carrie مع الممثلة القديرة سيسي سبيسك والممثلة بايبر لاوري أن يقدم أحد أفضل أفلام الرعب في السبعينيات. وقد ترشح الفيلم لأوسكار أفضل ممثلة رئيسة (سيسي سبيسك)، ولأفضل ممثلة مساعدة (بايبر لاوري).

بقي براين مع الرعب والإثارة، وفي العام نفسه كتب وأخرج Obsession مع الممثل كليف روبرتسون والممثلة جينفير بلويد، وبنجاح هذا الفيلم أيضاً أطلق عليه الجمهور لقب "هيتشكوك الجديد". ترشح الفيلم لأوسكار أفضل موسيقى، إذ أدرك براين موهبته في هذا المجال جيداً، فقدم عام 1978م مع المخضرم العملاق المعتزل دوغلاس كيرك والممثل الراحل جون كاسافيتس فيلم الإثارة The Fury.

بعد عام جرب براين نفسه في الكوميديا في فيلم Home Movies مع الممثلة نانسي إلين، لكنه فشل باعترافه مفضلا عدم تكرار محاولته. وقد كان التحول الثاني في مسيرته الفنية والإخراجية في عام 1980م عندما فسر للناس كيف يجب أن يقدم الرعب والغموض على حقيقته في الشاشة الكبيرة، وذلك عن طريق الفيلم المثير Dressed to Kill، إذ لقب براين بلقب جديد هو "ملك الرعب"، وببساطة قدم لنا مع الممثلة الكبيرة إنجي ديكنسون والممثل مايكل كين في فيلم 105 دقائق دموية دموية.

قدم براين إلى الجمهور موهبة الممثل جون ترافولتا في فيلم الغموض الممتاز الذي كتبه عام 1981م Blow Out، عن رجل يعمل كفني صوت يسجل بالمصادفة دليلا يثبت أن حادث سيارة كان عبارة عن جريمة فيجد نفسه في خطر. من أكثر الأمور التي امتاز بها دي بالما في إخراجه هي حسن اختيار أماكن التصوير وخلفية كل مشهد يقوم بتصويره، فعام 1983م تنقل بين بوليفيا وكولومبيا وكوبا ونيويورك لمدة سنتين ليظهر فيلم الجريمة الاستثنائي SCARFACE مع الممثل القدير آل باتشينو في أحسن وأجمل صورة، وبالعودة إلى الإثارة قدم عام 1984م مع الممثل كريج واتسون والممثلة ميلاني غريفيث فيلم الغموض العادي Body Double.

أصر على العودة للكوميديا بعد غياب طويل، فأخرج Wise Guys مع الممثلين داني ديفيتو وجوي باسكوب، ويعد هذا الفيلم أفضل محاولاته الكوميدية الشحيحة. يعتقد الكثير أن عام 1987م يعد أفضل عام لبراين دي بالما طوال حياته الإخراجية، وأن فيلم الجريمة الدراميThe Untouchables هو أفضل فيلم أخرجه في حياته، إن اجتماع الممثلين روبرت دي نيرو وكيفين كوستنر وشين كونري مع بعضهم أمام كاميرا واحدة كان صعباً جداً، ولكن بما أن براين وراءها فلا يوجد أجمل من هذا الاجتماع، الفيلم ببساطة يعتبر من أفضل أفلام الثمانينيات وتدور قصته حول أربعة رجال شرطة يحاولون القبض على أكبر رجل عصابات. ترشح الفيلم لأوسكار أفضل ممثل مساعد (شين كونري فاز بها)، وترشح لأوسكار أفضل ديكور، كما ترشح للأوسكار أفضل موسيقى.

اختتم دي بالما الثمانينيات بالفيلم الحربي الجميل والمؤثر المأخوذ عن قصة حقيقة Casualties of War، بطولة شين بين ومايكل جي فوكس، ولم ينقذ فترة التسعينيات له سوى فيلمين فقط من أصل ستة أخرجها، حيث بات واضحاً افتقاده بشكل غريب إلى لمسته الكلاسيكية وتم انتقاده كثيراً على اختياراته العشوائية.

عام 1990 أخرج أحد أسوأ أفلامه وهي الكوميديا الهزيلة The Bonfire of the Vanities مع توم هانكس وبروس ويليس وميلاني غريفيث، تلا هذا العمل فيلم رعب مثير دون أي منطق بعد عامين مع الممثل جون ليثوو في Raising Cain. أما عام 1993م فقدم أول فيلم يشفع له في هذه الفترة، فيلم الجريمة Carlito's Way وهو فيلم مدروس بعناية وأخرج بطريقة سلسلة مع آل باتشينو وشين بين. وبعد ثلاثة أعوام نقل لنا Brian De Palma المسلسل الشهير والمعروف Mission Impossible إلى السينما بطريقة غاية في التشويق والنجاح مع الممثلين توم كروز وجون رينو وجون فويت وآخرون.

بعد ذلك قدم بصعوبة بالغة فيلم الحركة الغامض Snake Eyes مع الممثلين نيكولاس كيج وجاري لينس، فالفيلم لم يصل إلى مستوى أسماء طاقم العمل من قبل النقاد ولكنه أعجب الجماهير. أنا في العام 2000م قدم دي بالما فيلم الخيال العلمي Mission to Mars من تمثيل جاري سينس و تيم روبنس ودون شيدلي، لقد كان الفيلم كارثة حقيقية، سيناريو مفكك و تمثيل تعاسته لا توصف والإخراج بصفة عامة سيئ بشكل لا يصدق.

في عام 2002م قدم فيلمه Femme Fatale واستطاع أن يكفر قليلاً عن التعاسة التي ظهرت في فيلمه السابق، وقد مثل عودة دي بالما إلى أجوائه التي تميز بها، حيث الإثارة و الغموض و الجريمة الكاملة، حيث كان الفيلم جميلا جداً وهو من بطولة آنتونيو بانديراس. وبعدها توقف براين عن العمل حتى عام 2006م وعاد في فيلمه الدرامي The Black Dahlia ولكنه لم يحز إعجاب الجماهير، وبعدها توقف مرة آخر لكن لوقت قصير عن الإخراج، وينتظر أن يعود في عام 2008م في فيلمه Redacted التي تدور قصته عن كيفية تعامل وسائل الإعلام مع حرب على العراق.