أساسيات الاستثمار الذكي في الأوراق المالية

أساسيات الاستثمار الذكي في الأوراق المالية

لا يعد الاستثمار في الأوراق المالية بشكل عام وسيلة سهلة وآمنة لتحقيق الأرباح، ولكن يكون كذلك عند، يتوافر لدى المستثمر الوعي بآليات الاستثمار والإدراك بأن الأصول المستثمرة كالأسهم وأدوات الدين المختلفة، يمكنها أن تدر دخلاً على المستثمر وترتفع قيمتها في الأجل الطويل. ولذلك فاتجاه الفرد للادخار والاستثمار يجعله في وضع يسمح له بالحصول على المال الذي يحتاج إليه لتأمين حاجاته الضرورية، كما يجنبه الوقوع في المخاطر ويمكّنه من اتخاذ أفضل القرارات الاستثمارية.
ويجب أن يعي المستثمر أنه لا توجد ضمانات للربح عند الاستثمار، وبالتالي فإن قيمة رأس المال المستثمر معرضة للنقصان مثلما هي قابلة للزيادة، خاصة الاستثمارات قصيرة الأجل. ويستطيع المستثمر تقليل مخاطر الوقوع في خسائر استثمارية من خلال عدة طرق، منها الموازنة بين المخاطر والعوائد، اختيار التوزيع الصحيح للاستثمارات، التنويع عند بناء المحفظة الاستثمارية، تضاعف الاستثمارات والتغلب على عامل التضخم، علما بأن هذه الطرق لا تجنبه المخاطر بشكل تام.
ويعد الاستثمار الذكي الذي تتم مراقبته بعناية، إذ يجب على المستثمر متابعة أداء استثماراته من خلال تتبع الأخبار المالية، والتدقيق في تقارير حساباته الخاصة، وتقييم مدى التقدم الذي أحرزته هذه الاستثمارات في تحقيق أهدافه الاستثمارية. وباستثناء الحالات القليلة العابرة التي قد تطرأ على الأسواق بشكل عام، فمن غير المعتاد أن يفاجأ المستثمر المراقب لاستثماراته بأوضاع تتعلق باستثماراته لم يحسب لها حسابا.
والاستثمار يعني شراء أصول ذات قيمة، تدعى الأصول الرأسمالية، يشتريها المستثمر بناء على توقعات لها إما بارتفاع قيمتها بمرور الوقت وإما للقناعة بأنها ستوفر مصدراً جديداً للدخل أو أنها تحقق الأمرين معاً أي ارتفاع قيمتها مع مرور الوقت، وتوفيرها مصدراً جديداً للدخل.
وفي أسواق المال تتفاوت أهداف الأفراد من استثمار أموالهم، فمنهم مثلاً من له الرغبة في توفير دخل إضافي في المستقبل لتأمين الاحتياجات الضرورية التي قد لا يستطيع الأفراد توفيرها في حال عدم استثمارهم. وهناك آخرون يستثمرون أموالهم على أمل التعويض عن الآثار السيئة التي قد يخلفها التضخم على مدخراتهم بمرور الوقت. وهناك من يستثمر لمجرد إشباع متعة التحدي التي تصاحب اتخاذ القرارات الاستثمارية.
وتعد أفضل وسيلة لمعرفة احتمالات تحقيق المستثمر لنجاح استثماري هي زيادة وعيه ومعرفته بآليات الاستثمار وقنواته المختلفة كالأسهم، وصناديق الاستثمار. كما يدعم تحقيقه للنجاح أيضا اطلاعه على آلية عمل السوق المالية، ومعرفته بما تسهم به لوائح هيئة السوق المالية في حمايته كمستثمر. وكلما زادت معرفته بهذه الآليات ارتفعت قدرته على اقتناص الفرص الاستثمارية، واستطاع تجنب مخاطر الاستثمار.
ومعادلة الادخار مقابل الاستثمار تكمن عندما يستثمر الشخص في أسهم شركة معينة أو مجموعة من الشركات، وهنا يعتمد العائد الذي يجنيه المستثمر من هذا الاستثمار على أداء الشركة أو الشركات الأخرى المستثمر فيها.
وعند تحقيق الشركات أرباحاً، فهي تشرك المستثمر في عوائدها من خلال الأرباح التي تقوم بتوزيعها، وقد يحقق المستثمر أرباحاً من بيعه لأسهم الشركة التي قد ترتفع أسعارها بسبب ارتفاع عوائدها. أما إذا كان أداء الشركات مخالفاً للتوقعات، فإنها لن توزع أرباحاً، ومن المتوقع تبعاً لذلك أن تهبط أسعار أسهمها.

*المصدر: مركز توعية المستثمر، هيئة السوق المالية.

الأكثر قراءة