الصحف المحلية ترصد فرحة السعوديين بعودة أسرى جوانتنامو
استبشر السعوديون هذا الأسبوع بعودة 16 معتقلا سعوديا من جوانتنامو، وطفقت الصحف السعودية تتناقل تفاعلات الخبر الجانبية من خلال لقاءات مع أهالي المعتقلين، وتصريحات للمسؤولين في وزارة الداخلية السعودية.
وقد نشرت صحيفة "الجزيرة" عددا من اللقاءات مع أهالي المعتقلين، الذين كرروا شكرهم وتقديرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ووزارة الداخلية، على ما بذلوه من جهود جبارة لاستعادة ذويهم من معتقل جوانتانامو، مشيرين إلى الاهتمام الكبير والمتواصل الذي تبديه وزارة الداخلية بهم أثناء وجود أقاربهم في المعتقل، وتطمينهم عليهم والتأكيد على أن الاتصالات على قدم وساق حتى استعادة آخر معتقل سعودي، وكان الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية قد اتصل شخصيا بأهالي المعتقلين الواصلين ليبشرهم أن ذويهم سيصلون صباح الاثنين الماضي إلى أرض الوطن.
من جهتها نقلت صحيفة "الرياض" مشاعر عدد من أهالي المعتقلين، حيث أشاد يوسف عبد الرحمن القرشي شقيق العائد من معتقل جوانتانامو محمد عبد الرحمن القرشي بجهود الحكومة السعودية، وقال: لقد قامت وزارة الداخلية وعلى رأسها الأمير نايف بن عبد العزيز ونائبه الأمير أحمد بن عبد العزيز بجهود ملموسة لمتابعة المعتقلين السعوديين وبذل كل ما من شأنه إرجاعهم إلى أرض الوطن سالمين.
وعن أسباب اعتقال شقيقه قال يوسف لقد خرج أخي لتقديم المساعدات الإنسانية للمسلمين في أفغانستان وبعد قرابة شهرين حضر إلينا مندوب من وزارة الداخلية وأبلغنا أن شقيقي وعددا من السعوديين تم اعتقالهم في أفغانستان من قبل القوات الأمريكية وأحضر لنا رسالة وصورة فوتوغرافية لشقيقي وطمأننا عن حالة. وأكد أن هناك متابعة واهتماما من حكومة خادم الحرمين الشريفين لاستعادة شقيقي وباقي المعتقلين وعلى الرغم من الصدمة التي عانتها الأسرة وبخاصة والدي ووالدتي وأشقائي وشقيقاتي آنذاك إلا أن إيماننا بالله ثم ببراءة شقيقي كبيرة في ظل الاهتمام الذي أولته الحكومة الرشيدة بقضية شقيقي وباقي المعتقلين، ما أدخل في قلوبنا الطمأنينة لعلمنا أن الاهتمام والرعاية سيكونان على أعلى المستويات، وأضاف كانت الرسائل تصلنا بشكل متقطع وهناك رسائلنا تصلنا بعد سنة من كتابتها ما يدل على أن هناك رصدا لهذه الرسائل من قبل السلطات الأمريكية في المعتقل وتأخيرا متعمدا بهدف زعزعة ثقة شقيقي.
إلى ذلك نحت صحيفة "الحياة" إلى الجانب الرسمي في زوايا نقل الحدث، حيث نقلت تصريحا للمتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية حول "النتائج الإيجابية" التي تم تحقيقها من الزيارة التي قام بها فريق من المختصين السعوديين في وزارة الداخلية إلى معتقل جوانتانامو للاطمئنان على أوضاع الموقوفين السعوديين، والتي تم خلالها تقديم شرح ضاف للمسؤولين عن المعتقل حول البرامج المعمول بها في المملكة لـ "مناصحة" الموقوفين ورعايتهم. وذكر أن المملكة استعادت حتى الآن 77 مواطناً من الموقوفين في خليج جوانتانامو، وتبذل جهودها لاستعادة من تبقّى من السعوديين وعددهم 53 إلى أرض الوطن في أقرب فرصة.
وقال عبد الله الجعيد شقيق العائد عبد الرحمن الجعيد: "تلقيت اتصالاً أضاء منزلنا قبل شروق الشمس، وأعاد الفرحة التي غابت عن أسرتي منذ ستة أعوام"، ولفت إلى أن عائلتهم المكونة من 47 شخصاً زحفت نحو الرياض براً، وذلك لصعوبة حجوزات الطيران من مدينة الطائف. ووفرت وزارة الداخلية مقراً لسكن العائلات الراغبة في زيارة أبنائها من المفرج عنهم، في أحد الفنادق القريبة من مقر الوزارة في العاصمة السعودية.
أما صحيفة الوطن فتحدثت مع عدد من أقارب المعتقلين عن ملابسات اعتقال أقاربهم، وبحسب رواية عبد الله بن علي الزهراني - عم المعتقل خالد الزهراني - فإن قصّة ابن أخيه بدأت بعد ملاحظة ظهور ملامح الالتزام عليه, ثم اتجه بعد ذلك لعمل الخير ومساعدة الآخرين، ليختفي بعد أن أبلغهم عزمه على الذهاب لأداء العمرة, ثم انقطعت أخباره عن ذويه، مشيراً إلى أن أخاه - والد خالد - متزوج من امرأتين.
ويشير كل من محمد الزهراني وعبد الله الزهراني وهما أبناء عم المعتقل الزهراني إلى سوء المعاملة التي كان يتعرض لها المعتقلون أثناء اعتقالهم في جوانتانامو, وتعرضهم للضرب والإهانة والتعذيب النفسي, ومنعهم من إرسال الرسائل لذويهم، مشيرين إلى أنهما تلقيا آخر رسالة من الزهراني قبل عام, مؤكدين أن الوسيلة الوحيدة لمعرفة مصير قريبهما كانت من خلال سؤال من عادوا سابقاً من المعتقل.