الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الأحد, 7 ديسمبر 2025 | 16 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.66
(-1.59%) -0.14
مجموعة تداول السعودية القابضة161.8
(-2.35%) -3.90
الشركة التعاونية للتأمين120.5
(1.01%) 1.20
شركة الخدمات التجارية العربية116.3
(-1.02%) -1.20
شركة دراية المالية5.48
(1.29%) 0.07
شركة اليمامة للحديد والصلب33.32
(2.15%) 0.70
البنك العربي الوطني22.44
(1.81%) 0.40
شركة موبي الصناعية11.2
(0.72%) 0.08
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة31.3
(-3.69%) -1.20
شركة إتحاد مصانع الأسلاك21.44
(-0.92%) -0.20
بنك البلاد25.56
(-1.31%) -0.34
شركة أملاك العالمية للتمويل11.54
(0.70%) 0.08
شركة المنجم للأغذية54.15
(-2.17%) -1.20
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.1
(0.83%) 0.10
الشركة السعودية للصناعات الأساسية55.2
(0.45%) 0.25
شركة سابك للمغذيات الزراعية115.7
(-0.26%) -0.30
شركة الحمادي القابضة28.54
(-0.83%) -0.24
شركة الوطنية للتأمين13.05
(0.08%) 0.01
أرامكو السعودية24.42
(-0.41%) -0.10
شركة الأميانت العربية السعودية17.31
(1.82%) 0.31
البنك الأهلي السعودي37.28
(0.16%) 0.06
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات30.28
(-0.46%) -0.14

[email protected]

أحد الأسئلة التي يتداولها الناس كثيرا حول الإنترنت هو كيفية الاستفادة المثلى منه بشكل هادف ومفيد للمجتمع وللآخرين. هذا السؤال طبيعي جدا لسببين: الأول أن نسبة جيدة من الناس بدأت تقضي وقتا طويلا على الإنترنت وخاصة في "التواصل الاجتماعي" عبر مواقع الشبكات الاجتماعية والمنتديات وغرف الدردشة وغيرها، وهؤلاء الناس ترتادهم الهواجس, فيما إذا كان هذا ينبغي أن يجير لعمل فيه فائدة بدلا من مجرد قتل الوقت، والثاني لأن الإنترنت يبهرك بإمكاناته ويجعلك تحلق متخيلا كل ما يمكن فعله من خلال العالم الافتراضي.

في الأسبوع الماضي تحدثت عن الإنترنت والعلاقات الاجتماعية، وذلك لوضع تصور لوضع العلاقات الاجتماعية المرتبطة حاليا بالعالم الافتراضي، ووعدت أن أتناول هذا الأسبوع كيفية الاستفادة الإيجابية المثلى من هذه الإمكانات الاجتماعية غير العادية دون الوقوع في سلبياتها.

لعل أفضل استفادة ممكنة من الإنترنت ودوائره الاجتماعية هي أن يبدأ الإنسان بفكرة أو قضية أو تخصص معين أو هواية شخصية ويحاول بناء مجتمعه الافتراضي الصغير حولها بحيث يكون فاعلا في هذا المجتمع ليحقق الأهداف التي يريدها. ولذا فإن البداية هي أن يتم تحديد الهدف الشخصي وتحديد هوية أعضاء المجتمع الافتراضي الصغير الذي يريد أن يشاركه في تحقيق هذا الهدف، ثم يبدأ في البحث عنهم في ثنايا العالم الافتراضي وشوارعه. لنفرض مثلا أن فتاة تريد أن تخلق مجتمعا افتراضيا صغيرا للفتيات في مرحلتها العمرية اللائي يشتركن في هواية قراءة الكتب المتخصصة في تربية الأطفال وذلك حتى تستفيد من انطباعاتهن وخبراتهن وتحصل منهن على الدعم والتشجيع للاستمرار في هوايتها والاستفادة منها بالشكل الأمثل. لن تجد هذه الفتاة خيرا من المجتمع الافتراضي لصناعة دائرتها الصغيرة واستقطابهم وتبادل الحوار معهم وبناء العلاقات الاجتماعية مع من تميل إليه منهم، وذلك حتى لو كانوا متوزعين جغرافيا في عدة دول حول العالم.

هذا المثال يمكن أن يتكرر في أمثلة كثيرة ومتنوعة، وهي بذلك تصنع مجتمعا افتراضيا فيه الكثير من الخير والتركيز على الإنجاز والاستفادة من الوقت الإضافي والاستمتاع بالحياة، وبشكل يزيد مثالية وإنتاجية بكثير عن عالمنا الحقيقي.

وفي الحقيقة فإن هذا الأمر أصبح له مؤسسات استشارية كثيرة جدا تعتني به، كما اهتمت به الأمم المتحدة ومؤسساتها واهتم به عدد من الحكومات حول العالم، حيث يبدو أن الجميع الآن يرى في الإنترنت وسيلة لبناء مجتمع آخر مواز للمجتمع الأصلي, ولكن أفضل منه.

الإنترنت هي خير وسيلة لنقل الأفكار وتحفيزها وتشجيعها. في عام 1997 كتبت رسالة الماجستير عن استخدام الإنترنت في الحملات السياسية الانتخابية من خلال دراسة ما فعله أعضاء الكونجرس في حملة عام 1996، وفي وقتها كانت المراجع والتطبيقات محدودة جدا، أما الآن فهناك عدد من المؤسسات العملاقة والمؤتمرات والمجلات المتخصصة التي تناقش بشكل مكثف السبل الأفضل لاستخدام الإنترنت في الحملات الانتخابية والسياسية.

مشكلة الاتصال عبر الإنترنت أن مستخدمه ينسى في كثير من الأحيان أنه جزء من مجتمع متنوع ومتعدد وأن الناس لها حساسياتها وطبيعتها الخاصة التي تحتاج إلى المراعاة، وأن بناء الشبكات الاجتماعية في العالم الافتراضي هو أيضا مع بشر لا يختلفون عن البشر المزعجين والمتعبين الذين يقابلهم كل يوم، ولذا تجد كثيرا من الناس الذين يكتبون على الإنترنت يستخدمون لغة فيها الكثير من الأنانية والقسوة والمبالغة وقلة المراعاة, وأحيانا المثالية المفرطة. هناك حلول عديدة لهذه الظاهرة العالمية، وأحد أسهل هذه الحلول أن تجرب قبل أن تنشر نصا على منتدى أو مدونة شخصية أن تتخيل الشخص أمامك وتحدثه أو تقرأ النص لصديق وكأن النص موجه له لترى رد فعله ومدى "لطفك" في توجيه العبارات له.

في إحدى المرات، أعد شخص مدونة متخصصة في الهجوم الشخصي علي، وكانت المدونة كعادة كل مدونات التجريح الشخصي قائمة على مبالغات ومعلومات غير صحيحة، وما فعلته أن حصلت على هاتف الشخص الجوال واتصلت عليه، فلما سمع صوتي كان شديد الخجل واعتذر اعتذارا بالغا وقام بحذف الموقع مباشرة من على النت، وصار يراسلني على البريد الإلكتروني، وفي كل مرة يبدي اعتذاره، وأظن أن كثيرا من الناس لو واجه الخصوم الذين يستخدمون الإنترنت أو البريد الإلكتروني للهجوم عليهم سيكون أكثر لطفا وإنسانية ورحمة لو قابلهم وجها لوجه، ولحصل لهم ما حصل لهذا الشخص.

العالم الافتراضي فيه إمكانات رائعة لنشر الأفكار وبناء العلاقات الهادفة، وذلك إذا تجنبنا بعض عيوبه ومنها أننا نكتب ونحن نواجه شاشة كمبيوتر في الحقيقة وليس وجها بشريا مملوءا بالمشاعر والأحاسيس، ولكن ما نكتبه يقرأه العالم كله.

أرجو أن يبقى العالم الافتراضي مكانا للخير والمثالية، ونترك الشر لأولئك الذين يعيشون فقط على الأرض!

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية