قد لا يعرف الكثيرون أن مكتشف علاج الكرتيزون الذي أحدث اكتشافه ثورة في عالم الطب اكتشفه عن طريق الصدفة، حيث كان في رحلة لمنطقة من مناطق السعودية وشاهد بعض البدو يجففون "كرش وبعض اجزاء" المواشي ليستخدمونها كدواء لبعض الأمراض، ما جعله يقوم بتحليل هذه المواد ليجد مادة الكرتيزون التي فيما بعد أصبحت بفضل الله ثم بفضل هؤلاء البدو الرحل علاجا يجتاح أنحاء العالم، ومع الأسف لا تجد إلا القليل جدا من المراجع الطبية أو التاريخية التي تذكر هذه المعلومة التي من شأنها لو ذاع صيتها ولم يتم التكتم عليها أن تكون محفزا كبيرا لكثير من العلماء ليسلطوا الضوء على تجارب أجدادنا في هذا المجال، حيث إنهم ما زالوا يحققون نجاحا كبيرا في علاج كثير من الأمراض دون أن يملكوا مختبرات أو معامل إنما يملكون خبرتهم التراكمية التي ورثوها عبر مئات السنين، وأرجو أن لا يفهم إخواني القراء أنني من المؤيدين لهجر الأطباء والتوجه إلى المعالجين بالطب الشعبي، فهذا أمر بالغ الخطورة قد يدفع الإنسان بسببه الثمن غاليا على حساب صحته وماله، والمشكلة الحقيقية التي أود الإشارة إليها أن المعالج الشعبي قد ينجح في علاج حالة مرضية لشخص معين تحت ظروف معينة ولكنه قد لا ينجح في علاج شخص آخر حتى إن استخدم ذات الدواء الذي استخدمه مع الشخص الذي قبله، الغريب في علاج الكرتيزون أنه يحمل معه عددا من المتناقضات فهو في الوقت نفسه الذي يستخدم كعلاج قد يسبب كثيرا من الأمراض في حالة الجهل بطبيعة عمله أو الانقطاع عن تناوله قبل الموعد المحدد، ومن متناقضاته أيضا انه يعمل أكثر من عمل في وقت واحد فهو يقاوم الالتهابات ويخفف الألم ويقلل من الخلايا السرطانية أو شبه السرطانية، كما يعالج الصدفية والربو وقطرات العين، والأخيرة هذه استغربت عندما وجدت أناسا يبتاعون من الصيدليات دواء قطرة العين الذي يستخدم لإزالة احمرار العين غير مكترثين أو عالمين أن هذه القطرة تحتوي على مادة الكرتيزون ومع الإفراط باستخدامها دون استشارة طبيب قد يحدث ما لا تحمد عقباه لا سمح الله، مشكلة الكرتيزون أن له أعراضا انسحابية قد تؤدي إلى الوفاة وبالذات إذا كان المريض يستخدمه لفترة طويلة ثم انقطع عن تناوله فجأة، مهما كانت المسببات ومهما كان المرض بسيطا لا يجب أن يتصرف المريض من تلقاء نفسه في تناول الكرتيزون دون ورقة من طبيب متخصص لأن التناول العشوائي له يسبب ضررا كبيرا على الكلى، ومن مشكلات الكرتيزون أنه يتداخل مع الأدوية الأخرى أو الخلطات العشبية لذلك قبل التداوي به يجب أخذ هذه النقطة بالحسبان، كما أن أعراضه الانسحابية قد تلتبس على الطبيب غير الخبير لأنها تشبه الأعراض لبعض الأمراض الأخرى.