.. قبل السرير!!
قبل عدة أشهر قلنا هنا في "موعد" "سرير يامعالي الوزير" .. طبعا كان المقصود المناشدة لحل معضلة تتمثل في المشكلات والتعقيدات التي تعوق نقل بعض مرضى الحالات الحرجة الذين تقذفهم الأقدار في أماكن تسمى – تجاوزا – مستشفيات في بعض المناطق. آنذاك صمت الوزارة آذانها وتجاهلت الأمر تماما، وكأنها تقول إن لديها مشكلة في الأذن والأنف والحنجرة.
وقبل أقل من شهر لاحت بوادر فرج بعد أن علت تصريحات مسؤولين في الوزارة الجديدة بحل القضية في غضون ستة أشهر، بيد أن مثل هذا الفرج بدا وكأنه تبدد – على الأقل بالنسبة لي - خاصة بعد التصريحات الأخيرة التي اعتبرت القضية "عويصة" وتحتاج إلى وقت طويل. طبعا يمكننا كمراقبين تفسير ذلك بأنه "دبلوماسية استباق الأحداث".
لكن ما يهمنا الآن وقد تبدد وعد الأشهر الستة، (من الناحية الزمنية) أن تبدأ الوزارة نهجا جديدا يتمثل في تولي مهمة متابعة نقل المرضى بشكل كامل حاليا بدلا من تحميلها لولي أمر المريض.
إذا كانت الوزارة جادة في حل قضية السرير فعليها أن تتولى بنفسها هذا الأمر ابتداء من إصدار التقرير الطبي الذي تشترط حاليا طلبه من قبل ولي الأمر مرفقا بموافقة من الحاكم الإداري، ثم التنسيق مع الإخلاء الطبي بعد توافر السرير. ليس من المقبول أن "يدور" و"يلف" ولي أمر المريض وأقرباؤه على مستشفيات الرياض أو جدة التابعة للوزارة للبحث عن السرير في الوقت الذي يمكن أن يكون التنسيق بين المستشفيين أكثر عملية.
كثير من الأهالي يضيع الوقت والجهد بالحصول على أمر الإخلاء الطبي، بينما هذا الأمر يأتي لاحقا .. إن أهل المريض الذي يقبع بين الحياة والموت يحتاجون إلى وقفة من قبل الوزارة تتمثل في تولي إجراءات النقل بالكامل، سواء حصل هذا النقل أو لم يحصل.
قبل فترة كاد أحد موظفي مستشفى حكومي في إحدى المناطق أن يتسبب في إلغاء نقل مريض إلى الرياض جاهد أهله للحصول على هذه الفرصة الذهبية بعد أكثر من عشرة أيام من المراجعة والاتصالات والواسطات، وذلك بعد أن تجاهل التنسيق مع الإخلاء الطبي في ذلك اليوم وأغلق مكتبه وأنهى عمله، وعلى أثر ذلك بقيت الطائرة في المطار أكثر من ساعة تنتظر المريض لولا تدخلات عاجلة من بعض الموظفين.
قبل حل مشكلة السرير التي تتعلق بأمور كثيرة من أهمها رفع كفاءة التشغيل في المستشفيات الرئيسية، والعمل على تطبيق استراتيجية تدوير السرير، على الوزارة أن ترفع من كفاءة وخبرة وديناميكية موظفي التنسيق القابعين حاليا في مكاتب هامشية في بعض ممرات المستشفيات.
إننا بحاجة إلى أن نسمع بشكل واضح وصريح لا لبس فيه، إعلانا من وزارة الصحة تفيد فيه بأنها المسؤولة الوحيدة عن إجراءات نقل المرضى المحتاجين للنقل بالتنسيق مع بقية الجهات الحكومية إذا توافر لها ذلك. هل يصعب ذلك على وزارة جديدة .. لا أدري؟.