مرحباً بملك الشباب والقلوب
لو تأملنا حياة هذا الرجل الكريم، لأدركنا أن صفاته تتشكل فيما يتخذه من قرارات وما يؤمن به من توجهات، فهو نصير الحوار الهادئ وحامل راية الإصلاح، ولعل من أهم المكاسب التي حققها منذ زمن هو حب الناس له، ولم لا فمنذ كان ولياً للعهد كان همه الأول المواطن ورفعة شأنه، إضافة إلى دعمه الدائم للاقتصاد والصروح العلمية والتعليمية لتضاهي مثيلتها العالمية، علاوة على الهدف الأسمى وهو التسهيل على عباد الله لقضاء فريضتي الحج والعمرة وزيارة الأماكن المقدسة.
شغلته كثيراً قضايا أمته، فأطلق عديدا من المبادرات التي أشاد بها القاصي والداني، فحينما أطلق مبادرة السلام العربية نالت إجماع كل العرب، بل كل العالم، فقد جاءت تلك المبادرة لتعبر عن عروبته الأصيلة، وتوالت المبادرات حتى جاءت مبادرة الحوار ليرفع له العالم القبعة وينحني أمامه زعماء العالم تقديراً واحتراما، وما حدث معه في قمة العشرين أخيرا في مقابلته مع الرئيس الأمريكي أوباما لخير شاهد، فلقد نقلت وسائل إعلام العالم كله هذه المقابلة وشاهد ملايين الناس أوباما وهو ينحني له تقديراً واحتراما.
ويبقى الشأن الداخلي هو همه الأكبر، فأصبح بحق رائد البناء والتغيير في كل الحقول، مما يدلل على أن فكره لا ينحصر في حدود الثقافة التقليدية بل يتجاوزها إلى الاكتشاف والتأسيس لمستقبل قادم، حتى أن اختياراته لمختلف القيادات لم تأت شكلياً، بل لمست عمق الأهداف البعيدة، حتى تخطى الواقع بدورة تجديدية حديثة تتوافق والمشروع الوطني الكبير، فهو يجيد التعامل مع معارف العصر ومتغيراته ويدرك أن الإدارة الشاملة والحديثة لا بد أن تعتمد على الأجيال الشابة، فيضع حفظه الله الشباب نصب عينه ويهتم بهم وخير دليل على ذلك دعمه للجان الشبابية في الغرف التجارية السعودية فهو بذلك قد لمس الضرورات التي يحتاج إليها وطنه وتعامل معها بأفق القائد الواعي الذي تشغله هموم شعبه، ولم لا، فالهم لديه اجتماعي واقتصادي وتنموي، والشأن الداخلي ورفاهية المواطن وتقدم الدولة ورقيها، وما هذه الزيارة التي يقوم بها للمنطقة الشرقية إلا لخير دليل على اهتمامه بالبعد الاقتصادي والتنموي، فقد جاء ليقف على حجم الإنجازات والتطورات وتحقيق مزيد من النجاحات، إنه ملك الشباب والقلوب.