أعلنت إمارة منطقة مكة المكرمة ظهر أمس عن توجهها للبدء الفعلي في تنفيذ أربعة مشاريع جديدة تهتم بعدة قطاعات وجوانب، من أبرزها القطاع الصناعي الذي سيتم إنشاء مدينة جديدة له بمساحة كبرى ستكون قادرة على استيعاب احتياجاته الفعلية، وإنشاء قرية تراثية، وإنشاء مشروع المعرض الدائم للمنتجات الإسلامية، وتنفيذ برامج ومشروع صنع في مكة والأسر المنتجة.

وكشف عادل كعكي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة أن الاجتماع الذي عقد في ديوان إمارة منطقة مكة المكرمة ظهر أمس مع الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ناقش أربعة محاور، تمثلت في إنشاء مدينة صناعية جديدة في جنوب مكة، وإنشاء المعرض الدائم للمنتجات الإسلامية، ومشروع صنع في مكة والأسر المنتجة ومشروع القرية التراثية ".

وأوضح كعكي أن المدينة الصناعية القديمة الواقعة في حي العمرة أصبحت ضمن النطاق العمراني، مشيرا إلى أنه سيتم في الوقت الحالي التوقف عن زيادة عدد المصانع فيها، وسيتم الانتظار حتى يتم الانتهاء من المدينة الجديدة المقترح إنشاؤها على خط العكيشية، والتي ستكون جزءا من المصانع بها، إضافة إلى إمكانية الاستفادة من المدينة الصناعية الواقعة في منطقة بحرة، والتي ستكون فيها المصانع مشتركة بين جدة ومكة، مردفا أن المدينة الصناعية القديمة سيتم الاستغناء عنها فور اكتمال تجهيز البنية التحتية للمدينة الجديدة، مفصحا أن إجمالي عدد المصانع في مكة يبلغ نحو 60 مصنعا، منها 35 مصنعا عاملا و 23 مصنعا تحت الإنشاء، وهناك مصنعان حصلا على التراخيص اللازمة ولكن لم يبدأ العمل فيهما بعد.

من جهته، أفاد الدكتور أسامة البار أمين العاصمة المقدسة بأن الاجتماع مع أمير مكة تم خلاله مناقشة وضع الأراضي التي من الممكن أن تكون مناطق صناعية في مدينة مكة المكرمة، مضيفا: " لقد تم أيضا شرح المخطط الهيكلي المحدث والمعتمد، والذي من خلاله يتضح أن هناك مساحات وأراضي مخصصة للتوسع في المناطق الصناعية في الجنوب من مكة، وتحديدا في المنطقة الواقعة على طريق العكيشية شمال طريق الخواجات".

وتحفظ أمين العاصمة المقدسة عن الحجم الفعلي لمساحة الأرض المخصصة للمنطقة الصناعية، مفيدا أن مساحة الأرض كبيرة جدا وستتسع للغرض المعدة من شأنه، كما أن هناك أراضي أخرى يمكن تخصيصها في حال الرغبة في التوسع، مستدركا أن الأمير خالد الفيصل وجه بأن تكون بعض أراضي المنطقة الصناعية خارج حدود الحرم المكي الشريف حتى يتسنى لغير المسلمين الدخول إليها.

وحول مردم النفايات الواقع في منطقة العكيشية أبان البار أن مردم النفايات الحالي لا يزال مردما تقليديا، ومن المتوقع أن يتم تحويله إلى مردم هندسي خلال عامين من الآن، نافيا أن تنتج عن المردم أي أضرار على الصحة، لافتا إلى أن المردم لن تكون له أي علاقة بالمنطقة الصناعية لبعد المساحات عن بعضها وعدم تجاورهما.

وزاد البار أنه بتوجيه من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة سيتم التنسيق مع هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية للبدء في تسليمهم للأراضي من قبل أمانة العاصمة المقدسة، ومن ثم البدء في تجهيز المدينة الصناعية الثانية استعدادا لتشغيلها بعد اكتمال جاهزيتها، مردفا أن الغرفة التجارية طرحت أمام أمير مكة أثناء الاجتماع عددا من المشاريع التي كان من أبرزها "صنع في مكة" ومشروع الأسر المنتجة ومشروع القرية التراثية، وهو الأمر الذي تم الاتفاق عليه في حينه أن يتم التواصل مع الغرفة التجارية عبر المشاريع والمخططات الحديثة لمكة المكرمة، بحيث يتم الأخذ في الاعتبار والتنسيق معهم حول تخصيص مواقع للمراكز والمشاريع الإنتاجية والحضارية الحديثة.

وكشف البار أن الأمانة قامت بالتنسيق مع الشركة السعودية للكهرباء ممثلة في كهرباء الغربية بخصوص إيصال التيار الكهربائي إلى المنطقة التي من المقرر أن تقام فيها المدينة الصناعية، إضافة إلى أن المنطقة تحيط بها الأحياء والمخططات السكنية ومن ضمنها مخططات منح ولي العهد (1 - 2)، لافتا إلى أن العمل جار الآن في الأمانة على تخصيص أراض تكون صالحة لمحطات التحويل والتوزيع وللمحطات الفرعية، وأن التنسيق قائم على قدم وساق من أجل إيصال التيار الكهربائي إلى المنطقة التي سيشمل أيضا فيها إيصال التيار منطقة المعارض ومنطقة مصانع الخرسانة والمناطق السكنية التي جميعها بحاجة في الوقت الراهن إلى التيار الكهربائي.