أسعدني - كما أسعد أبناء الوطن - تعيين الأمير نايف نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، لما يحظى به سموه من محبة وتقدير واحترام لدى أبناء الوطن، ولما يقدمه لبلاده وأبنائها من خدمات جليلة وإنجازات كبيرة، من مواقع عديدة ومناصب متعددة، وبصفته مسؤولاً أو مواطناً. ولا غرابة في مودة الناس واحترامهم لهذا الرجل... فهو الأمير نايف الذي تميز بسمات قلما تجدها في رجل واحد، واتصف بصفات يندر توافرها في مسؤول واحد. والحقيقة، إنه عدة رجال في رجل واحد.
إن الأمير نايف رجل الأمن الأول الذي أثبت جدارته بما يتمتع به من فكر وحصافة، ويتميز به من حكمة وحنكة، وما يتسم به من رحمة وحلم وتواضع. استطاع بتعاون الدولة والمواطنين السيطرة على الإرهاب وتأمين الحدود، ذلك التحدي الذي اعترف الكثيرون بصعوبته. وبذلك استطاع تجنيب البلاد أصعب التحديات الأمنية التي شهدتها خلال العقود الثلاثة الماضية. ولم يكن ذلك سهلاً، فقد كان حكيماً في معالجة الأمور وحصيفاً في التعامل مع الأزمات، لذلك فقد استعمل الحسم والحزم والصرامة في مواقف معينة، واللطف والإقناع والمناصحة في مواقف أخرى. وإيماناً من سموه بدور العلم، فقد شجع دراسة الخلل الفكري، لمعرفته أنه أحد أسباب الإرهاب والجريمة، وكذلك دعم دراسة الأمن الفكري، ووجه بإعداد "استراتيجية فكرية أمنية". وبهذه الجهود المميزة، حاز احترام الكثيرين في داخل المملكة وخارجها، فحصل على العديد من الأوسمة، ونال شهادة الدكتوراة الفخرية من بعض الجامعات، سواء من جامعات المملكة أو الجامعات في بلدان أخرى، مثل الصين وكوريا ولبنان.
إن الأمير نايف رجل العمل الخيري، فهو محب لأعمال الخير، وحريص على مساعدة الناس وقضاء حوائجهم، وتنعكس هذه الروح الإنسانية لدى سموه في مبادراته للإشراف على العديد من اللجان وهيئات الإغاثة لمساعدة الناس في بلدان متعددة، كأفغانستان، باكستان، فلسطين، لبنان، والعراق. وتقديراً لجهوده في هذا المجال، استحق "جائزة التميز للأعمال الإنسانية العالمية" لعام 2009م.
إن الأمير نايف رجل الحج، فهو الرجل الذي حرص على إدارة الحج منذ سنوات، كرئيس للجنة الحج العليا. فعلى الرغم من التحديات الأمنية الكبرى، استطاع سموه ـ بتعاون أجهزة الدولة الأخرى - إدارة الحج من النواحي الأمنية والصحية والاقتصادية بنجاح، مما وفر الأمن والراحة والسلامة لحجاج بيت الله الحرام.
إن الأمير نايف رجل أحب العلم واتسم بالعقيدة الصادقة، فاهتم بالعلم ورجاله، وحرص على الإلمام بالقضايا الاجتماعية والأمنية، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي. ومن منطلق إيمانه بدور العلم في حل القضايا التي تواجه المجتمعات، وعلى رأسها القضايا الأمنية، اهتم بإنشاء جامعة نايف للعلوم الأمنية، وأسس جائزة نايف بن عبد العزيز للسنة النبوية والدراسات الإسلامية. وكذلك هو الرئيس الفخري للجمعية السعودية للإعلام والاتصال.
إن الأمير نايف قريب من التجار ورجال الأعمال، من منطلق إيمانه بأهمية الاقتصاد وارتباطه بالأمن والتنمية على حد سواء، فرعى العديد من فعالياتهم وأنشطتهم. وهو – على سبيل المثال لا الحصر – رئيس مجلس إدارة صندوق الموارد البشرية، ورئيس مجلس القوى العاملة.
إن الأمير نايف، بشخصيته المثقفة الواعية والمتواضعة، يجيد فن الحوار والتعامل مع الناس، ويتسم بالهدوء والحكمة والقدرة على الإقناع، فهو يسمع أكثر مما يتكلم. وهذا يعكس تربيته، وسعة تجربته، وإدراكه للأمور. وعلى الرغم من ذلك، فقد عُرف بالصلابة فيما يمس العقيدة أو يخل بالأمن أو يهدد حقوق الآخرين.
إن الأمير نايف بشخصيته الاجتماعية يُعرف بحبه للناس وقربه لأفراد الشعب، فهو يشارك الناس في مناسباتهم، ويزورهم في منازلهم، ويحاورهم بكل احترام وتقدير.
إن الأمير نايف محب للصحراء وحياتها الفطرية، وله جهود كبيرة في مجال إنمائها والحفاظ عليها، وهو من هواة القنص بالصقور التي تحفظ التوازن للحياة الفطرية.
ولأن المجال المخصص لمقالتي الأسبوعية لا يتسع للمزيد، فلابد أن أختتم بتهنئة نفسي وأبناء وطني بهذا الرجل الناجح الذي يتسم بالرحمة والتواضع، ويتميز بالحزم والقوة والرؤية الثاقبة، فأبارك له، وأدعو له بالتوفيق لما فيه الخير والعزة لهذا الوطن.
