انضم العلماء إلى جانب الكتاب والمفكرين والأدباء والصحافيين الذين نددوا بزواج العجائز بالأطفال الإناث .. بهذا الرجل السبعيني الذي لا يخجل ويتزوج من فتاة عمرها عشر سنوات .. هذا السبعيني عنده أولاد ولا أدري كيف تسمح له نفسه أو إنسانيته أن يعتدي على بنت العاشرة ويغتصبها، دع حكاية الزواج جانباً، فالزواج لا يعطي الزوج الحق في اغتصاب زوجته حتى وهي بالغة، هذا ما يقوله القانون في جميع أنحاء العالم.
إنني أنحني احتراماً للجنة الطبية التي شكلتها وزارة الصحة بناءً على طلب هيئة حقوق الإنسان، أنحني احتراماً للدراسة القيمة التي أعدتها اللجنة الطبية وقالت فيها إن الأضرار التي تقع على الفتاة الصغيرة التي أجبروها على الزواج، هذه الأضرار لا تعد ولا تحصى، منها الأضرار الصحية والنفسية والاجتماعية التي تقع على فتاة لا تعرف من الدنيا شيئاً.
من الناحية الصحية هناك أمراض مصاحبة لحمل الصغيرات منها فقر الدم والإجهاض والفشل الكلوي والنزيف والتشنجات، تعسر الولادة في السن المبكرة وضغط الدم، إضافة إلى الأضرار التي تصيب المولود نفسه منها الاختناق في بطن الأم، والاعتلال في الجهاز الهضمي، وتأخر النمو الجسدي والعقلي والشلل الدماغي، والعمى، وقائمة أخرى من الأمراض المرعبة، بالإضافة إصابة الأم الطفلة بالأمراض النفسية المختلفة نتيجة فقدان حنان الوالدين والحرمان من حياة الطفولة مما يؤدي إلى إصابتها بالهيستريا والفصام والاكتئاب والمخاوف من العملية الجنسية لعدم إدراكها طبيعة هذه العلاقة.
وقد أسهبت في وصف الأضرار حتى لا يكون هناك عذر لأب تافه يزوج ابنته الطفلة لكسب المال، وحتى لا يكون هناك عذر لسبعيني يتزوج طفلة دون أن يختشي على دمه .. ولن أقول إنني كتبت عشرات المقالات لإدانة هذا الحدث اللاإنساني، وأكرر التحية والتقدير لوزارة الصحة وللجنة الطبية التي جاء تقريرها فمسح الأرض بهؤلاء الأنطاع، وبقي أن يصدر قرار بالمنع البات من الجهات المسؤولة.
