أعط القوس باريها
أصبح المنتخب الوطني السعودي قاب قوسين أو أدنى من التأهل للمرة الخامسة إلى كأس العالم بفضل الجهود الجبارة التي بذلها الجميع ابتداء من المسؤول الأول عن الرياضة و نائبه اللذين تعاقدا في وقت حرج مع المدرب البرتغالي الجريء بسيرو والذي بدا مقنعا وأجاد في إدارة المباريات التي خاضها لغاية الآن بشخصيته القوية وقراءته للمباريات وجسارته في التغيير خلالها، مرورا بلاعبينا الذين كانوا صقورا حقيقية بكفاحهم وإصرارهم على الفوز وتكاتفهم وتفانيهم، كما قامت الجماهير السعودية بدورها الإيجابي في دعم منتخبها وتوافدت من كل حدب وصوب ومن جميع المناطق السعودية، واختفت الألوان وظهر اللون الأخضر فقط في درة الملاعب وشاهدنا التلاحم الكبير وروابط مشجعي الأندية يقفون صفا واحدا خلف صقورنا الخضر وامتلأ الملعب عن بكرة أبيه في صورة جميلة
وفي ظل كل ما سبق أصبح التأهل بأيدينا ولن نعتمد على نتائج الفرق الأخرى وتبقى لنا لقاءان مهمان مع منافسينا الكوريتين الجنوبية والشمالية ونحتاج إلى أربع نقاط حتى نضمن التأهل بدون ملاحق، فالفوز على كوريا الجنوبية وعلى أرضها سيضعنا في المقدمة وليس مستغربا أو مستحيلا فقد سبق أن فزنا عليهم في عقر دارهم بهدف محمد العنبر الشهير، وإن حققنا التعادل فسيكون ذلك مقبولا، فالمهم ألا نخسر، ثم سنلاقي المنتخب الكوري الشمالي على أرضنا وسيكون الفوز مطلبا ضروريا وإذا ما تحقق ذلك فسوف تتحقق الأماني والآمال.
لقد تحرر المدرب القدير من الضغوط الإعلامية بالمطالبة باللاعب ذلك أو ذاك وجعل العطاء هو الفيصل في المشاركة في المنتخب بغض النظر عن الاسم والجماهيرية والعمر والخبرة، فشاهدنا محمد نور يحرث الملعب هجوما ودفاعا وشاهدنا حسين عبد الغني المحترف الوحيد خارجيا يصب عصارة خبرته في الشوط الثاني وشاهدنا عبد الله الزوري وأحمد عطيف وقتاليتهما، ورأينا الصقر نايف هزازي وصالح بشير صانع الفوز وشاهدنا عملاق الدفاع أسامة المولد وهو يذود ببسالة، فالمنتخب الوطني يجب أن يكون للأفضل والوطن هو الأولوية في كل شيء، وقد حررنا المدرب من كلمة النقص والتي طالما رددناها، فالملاعب السعودية مليئة بالمواهب والنجوم والذين يمنون أنفسهم بخدمة الوطن الغالي وأعتقد أن رسالة بسيرو قد وصلت للجميع، المنتخب ليس حكرا على أحد!
تدخل مسابقة دوري المحترفين السعودي المنعطف الأخير اعتبارا من اليوم في الجولة ما قبل الأخيرة في مباريات حاسمة، ربما تحدد من هو البطل وربما تحدد الهابطين للدرجة الأولى وكذلك المتأهلين لكأس خادم الحرمين الشريفين وهي المسابقة الوحيدة المتبقية هذا الموسم وكذلك ربما تحدد أسماء الفرق المشاركة في دوري المحترفين الآسيوي في نسختها الثانية العام المقبل، فهل نرى ذلك هذا الأسبوع أم ننتظر حتى الأسبوع الأخير؟
يبدو أن نادي النصر سيفرط للمرة الثانية في حجز مقعد متقدم يضمن له المشاركة في دوري المحترفين الآسيوي، فبعد أن كان مرشحا كبيرا لذلك عطفا على المباريات المؤجلة في جعبته، فقد خسر أربع نقاط مهمة من مباريات ليست بالقوية منها ثلاث على أرضه كانت كفيلة بتحقيقه المركز الثالث دون مضايقة ولكن؟ وفي اعتقادي أن السبب هو اللاعبون فقط، فالإدارة لم تبخل عليهم بشيء ووفرت لهم كل شيء وجلبت لهم واحدا من أفضل المدربين في العالم وهو الأرجنتيني باوزا، ويحظون بمؤازرة جماهيرية غير مسبوقة من قبل جماهير الشمس التي وقفت خلفهم في السراء والضراء، وباتت الكرة في ملعبهم، فهل نرى رد الجميل والوفاء منهم في مباراتهم القوية أمام الشباب الليلة؟
خاتمة
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا .... وإذا افترقن تكسرت آحادا