عباس: سأواصل طي صفحة الانقسام السوداء التي أساءت لنضالنا الوطني
اقترح الرئيس الفلسطيني محمود عباس على القمة العربية في الدوحة أمس القيام بتحركات واتصالات مع أطراف اللجنة الرباعية الدولية لمطالبتها باتخاذ موقف محدد لإلزام إسرائيل بالانصياع لخيار السلام العادل.
وقال عباس في كلمته أمام مجلس جامعة الدول العربية في العاصمة القطرية الدوحة، إن "المهمة الأبرز أمامنا هي بلورة استراتيجية عربية موحدة تصون مصالحنا، وتسترد وتذود عن حقوقنا، وتؤسس لدور عربي فاعل يسهم ويشارك في صياغة نتاج الحراك في المشهد الدولي، بمختلف تعبيراته وهياكله، ويجعل من المستحيل على أي كان أن يتجاوزه أو يخترقه أو يتجاهله أو يضعف تماسكه".
وقال عباس "أقترح أن يقوم العرب بعد هذه القمة بتحركات واتصالات مع
أطراف اللجنة الرباعية، وخاصة مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما
التي أكدت سعيها الجدي والعملي في التعاطي مع قضايا المنطقة، بهدف
مطالبة هذه الأطراف باتخاذ موقف محدد لإلزام إسرائيل بالانصياع لخيار
السلام العادل، وللتوضيح بأن أي تردد أو تلكؤ في اتخاذ هذا الموقف، يعني
إذكاء لنيران التوتر، وتدميرا لما تبقى من أمل في صناعة السلام، ولوضع
آليات تنفيذ وجداول زمنية لمبادرة السلام العربية".
ودعا عباس إلى مواصلة تقديم الدعم للسلطة الفلسطينية، لتواصل تحمل
أعبائها التي تعاظمت نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالانقسام الداخلي الفلسطيني قال عباس "سنواصل بعزم المسيرة عند استئناف الحوار خلال الأيام القادمة للتوصل وفي أقرب وقت ممكن إلى اتفاق وطني شامل يعيد توحيد الوطن بأرضه وشعبه ومؤسساته الشرعية".
وأضاف أن الطريق لتحقيق هذا الهدف واضح، ويتمثل في تشكيل حكومة توافق وطني، تكون قادرة على التواصل الفعال مع عمقها العربي ومحيطها الدولي ، وتلتزم بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، لتكون قادرة على تنفيذ مهمات إعادة إعمار القطاع، والعودة والاحتكام إلى الشعب بالإعداد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها المحدد وفق القانون الأساسي في كانون ثان(يناير) المقبل.
وأشار عباس إلى أن الشعب الفلسطيني يؤمن بأن لا خيار أمامه سوى خيار
الوحدة، مؤكدا أنه سيواصل بعزيمة قوية ونوايا صادقة العمل والجهد، لإنجاز الوحدة الوطنية " لطي صفحة الانقسام السوداء التي أساءت كثيرا
للسجل المشرف لنضالنا الوطني الذي نجح على الدوام في تحريم الاقتتال،
مكرسا لغة الحوار والديمقراطية والوحدة".
وفيما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل قال عباس إن أية مفاوضات قادمة ستكون عقيمة إذا واصلت إسرائيل سياسات الاستيطان والعدوان والحصار وخلق نظام الفصل العنصري.
وحذر عباس إسرائيل من تنكر حكومتها في برامجها أو في ممارستها لمتطلبات الحل العادل كما حددته المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية، الحل الذي يقود إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي احتلت في عام 1967، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على كامل أراضي الضفة والقطاع، وحل قضية اللاجئين وفق مبادرة السلام العربية، وكذلك الانسحاب من الجولان العربي السوري المحتل منذ عام 1967 وما تبقى من الأراضي اللبنانية.