قمة الدوحة: خادم الحرمين يمثل مصالح العرب في قمة العشرين

قمة الدوحة: خادم الحرمين يمثل مصالح العرب في قمة العشرين

وضعت القمة العربية المنعقدة في الدوحة ثقتها بخادم الحرمين الشريفين لتمثيل العرب والدول النامية في قمة العشرين في لندن بعد غد، مؤكدة أنه سيمثل مصالح الأمة العربية والدول النامية التي تعرضت لمشاكل نتيجة الأزمة المالية العالمية.
وقال الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر رئيس الدورة الحالية في كلمته الافتتاحية إنه يعتز بمشاركة خادم الحرمين في قمة العشرين الاقتصادية في لندن، وإنه لا يغالي عندما يقول إن الملك عبد الله "سيمثل مصالح أمتنا وعالمنا العربي، وحتى الدول النامية المتضررة وطموحها بعلاقة أكثر توازناً مع الدول الصناعية المتقدمة".
إلى ذلك، ركز بيان الدوحة الذي صدر بصورة عاجلة البارحة وضم 26 فقرة، على الالتزام بالتضامن العربي، والتمسك بالقيم والتقاليد العربية النبيلة، وصون سلامة الدول واحترام سيادتها وحقها المشروع في الدفاع عن استقلالها الوطني ومواردها وقدراتها، كما خصص بندا لقضية تسوية الخلافات العربية بالحوار الهادئ.
وفي جانب آخر، أبدت الوفود المشاركة في قمة الدوحة أمس استغرابها ودهشتها من الكلمات العدائية التي جاءت في بيان وزعه الوفد الليبي ينقل عن القذافي كلمات غير مقبولة عن الملك عبد الله .
البيان وزع أثناء لقاء الملك مع القذافي وهو البيان الذي لم يعكس الروح الإيجابية التي سبقت المؤتمر.
تجدر الإشارة إلى أن الوفود ومنها الوفد السعودي لم تتمكن من الاستماع بشكل واضح وكامل لكلام القذافي الموجه لخادم الحرمين عقب كلمة أمير قطر.

في مايلي مزيد من التفاصيل:

جددت القمة العربية التي اختتمت أمس في الدوحة ثقتها بتمثيل خادم الحرمين الشريفين للعرب والدول النامية في قمة العشرين في لندن بعد غد، وأنه سيمثل مصالح الأمة العربية والدول النامية التي تعرضت لمشكلات جراء الأزمة المالية العالمية.
وفي هذا الإطار، قال الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر رئيس الدورة الحالية في كلمته الافتتاحية إنه يعتز بمشاركة خادم الحرمين في قمة العشرين الاقتصادية في لندن، وأنه لا يغالي عندما يقول إن الملك عبد الله "سيمثل مصالح أمتنا وعالمنا العربي، وحتى الدول النامية المتضررة وطموحها إلى علاقة أكثر توازناً مع الدول الصناعية المتقدمة".
ورغم الجوانب السياسية التي غلفت كلمات رؤساء الوفود من القضية السودانية إلى الوضع الصومالي والفلسطيني، إلا أن الاقتصاد حضر بقوة وخاصة الحديث عن الأزمة العالمية حيث قال الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر إنه إذا كانت الأزمة المالية الاقتصادية التي تعرض لها العالم ولا يزال يتعرض لها هي المشهد اللافت للأنظار، فإن هذه العاصفة لم تؤثر فقط في موارد العالم العربي وعلى مدخراته "لكنها كشفت عن هشاشة خطرة أصابت النظم التي كان العالم يعتمد عليها في ضبط أوضاعه والحفاظ على توازنه".
وتطرق أمير قطر إلى تأثير الأزمة في دول الخليج فقال إنه "مع تآكل جزء من مدخراتنا نتيجة تهاوي الأسواق العالمية وتناقص مواردنا مع تدني أسعار النفط ، فإن السلامة الاقتصادية والاجتماعية في بلادنا هي استحقاق يترتب عليه مسؤوليات ومهمات جسام، خاصة في ظل احتمالات تباطؤ في النمو واحتمالات كساد واحتمالات بطالة.
وبين الشيخ حمد بن خليفة أن هذا أدى إلى اهتزاز القاعدة التي لا يقوم بغيرها نظام في أي مجال، وهى قاعدة الثقة، فكانت الضربة التي أصابتها هي في الواقع أول ما يهددنا، "لأن الثقة العامة والمتبادلة، هي في حد ذاتها أهم أسس الشرعية العالمية التي تطمئن الكل إلى سلامة التصرفات والتعاملات، وتسمح بصياغة التوقعات على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، فتجارب البشرية من أول التاريخ تعلمنا أنه لا يمكن رسم سياسة أو استقرار سياسة، أو نجاح سياسة، إلا إذا توافر عنصر الثقة بالنفس والغير".
وأكد أمير قطر أن آثار الأزمة في الثقة أصابت العالم العربي أكثر من غيره فهو بموقعه وموارده، وهو بقضاياه ومشكلاته، وهو بالسابق واللاحق من أحواله، موجود في مهب الرياح وفي بؤرة العاصفة، موضحاً أن أخطر ما في أزمة الثقة أنها تخلق أجواءً يصعب فيها التأكد من مواقع القوى ومن مقاصد السياسات، ومن سلامة التقديرات، ومن حساب الاحتمالات.
وأضاف أن الظاهر أمامنا أن ما قبلناه لأزمنة طويلة أمور مسلم بها يحتاج إلى مراجعة وأن سياسات اعتمدناها وسعينا لها تحتاج إلى مراجعة. وأن مناهج وأساليب اعتدناها تحتاج إلى مراجعة أيضاً "وبمسؤولية كاملة فإننا نقول إننا نحتاج إلى مراجعة وليس تراجعاً".
وحول النظام المالي العالمي قال رئيس الدورة الحالية لمؤتمر القمة العربية "إننا مع اهتزاز النظام المالي العالمي نجد أنفسنا أمام معضلة حادة ومحسوسة في كل بلد، ولدى كل فرد، ومع ذلك فقد وقف أكبر خبراء العالم أمام الأزمة المالية والاقتصادية في حالة ذهول وعجز، "فلا هم توقعوها ولا توصلوا إلى أسبابها، ولا شخّصوا المطلوب بدقة في علاجها، وهذا يعني أن ما جرى من تغيرات الأفكار والعلوم والتكنولوجيا لا يزال يحتاج إلى درس أعمق، وإلى رصد للأسباب أدق، وإلى مراجعة واسعة النطاق وشاملة، وهذه مراجعة لا بد للعرب أن يشاركوا فيها مع العالم". وأوضح إن لدى العالم العربي أسباباً تدعوه إلى ضرورة الفهم أكثر، فهناك أولاً انعكاسات الأزمة نفسها، فضلا عن أن الأزمة استولت على اهتمام العالم، وأبعدته عن القضايا العربية.
وثمن الشيخ حمد بن خليفة مبادرة خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت من أجل المصالحة العربية والتي قال إنها "عبرت عن مدى حرصه على لم الشمل وتحقيق التضامن العربي وتجاوز أي اختلاف في الرأي بين دولنا الذي يبقى في النهاية حول الوسيلة وليس الهدف، فهدفنا جميعاً واحد، هو مصلحة شعوبنا وأمتنا ورفعة شأنها".
وقال إعلاميون تابعوا القمة أمس من خلال شاشة عملاقة إن كلمات رؤساء الدول تباينت لكنها اتفقت على طول الوقت الذي استغرقته، وإنه طغى عليها الطرح التنظيري أكثر منه الواقعي، فيما عدا كلمة أمين عام الجامعة العربية الذي ركزت على أهمية تطوير التعليم لخلق جيل عربي متسلح بالعلم والتقنية والتكنولوجيا.
وأخذ الإعلاميون سواء من الصحف أو وكالات الأنباء وقتا طويلا في المتابعة والتدقيق في كلمات الرؤساء لمعرفة مواقفهم خاصة من قضية ملاحقة الرئيس السوداني.

الأكثر قراءة