مبادرة خادم الحرمين تعكس حرصه على لم شمل العرب

مبادرة خادم الحرمين تعكس حرصه على لم شمل العرب

جدد أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال كلمته الافتتاحية أمس, ترحيبه وتأييده وإشادته بالمبادرة الكريمة والحكيمة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في قمة الكويت من أجل المصالحة العربية.
وقال الشيخ حمد رئيس القمة العربية الحالية في كلمته بداية الجلسة الافتتاحية إن المبادرة تعبر عن حرص خادم الحرمين الشريفين على لم الشمل وتحقيق التضامن العربي وتجاوز أي اختلاف في الرأي بين دولنا.
وأضاف إن الاختلاف "يبقى في النهاية حول الوسيلة وليس حول الهدف فهدفنا جميعا واحد.. هو مصلحة شعوبنا وأمتنا ورفعة شأنها".
وأعرب الشيخ حمد عن اعتزازه واعتزاز الجميع بمشاركة خادم الحرمين الشريفين ممثلا للمملكة العربية السعودية في قمة مجموعة العشرين في لندن قائلا" لا أغالي إذ أقول إننا نشعر أنه يمثلنا جميعا في هذه المهمة التي نتمنى له التوفيق والنجاح فيها".
وأضاف "أننا على ثقة أنه سيمثل مصالح أمتنا وعالمنا العربي وحتى الدول النامية المتضررة وطموحها بعلاقة أكثر توازنا مع الدول الصناعية المتقدمة".
ودعا إلى التوافق والتعاون في الأفكار والأهداف والوسائل بين الدول العربية وبينها وبين العالم بأسره. وأكد الشيخ حمد أن أهمية القمة الحالية " تأتي بحكم طوارئ دهمت عالمنا وليس بلادنا وحدها.. وكانت نتائجها ما نراه جميعا ونشعر بوطأته من تقلبات ومشاكل وأزمات في كل النواحي وعلى كافة المستويات".
واستكمل قائلا إن "ما يزيد من خطورتها أنها تزاحمت وألقت بأثقالها في نفس اللحظة وتفاعلت ظواهرها وتداخلت وتجمعت بآثارها وتعقدت بحيث بدا أن حجمها أكبر من طاقة الجهات المكلفة بالتصدي لها".
وأعرب عن اعتقاده بأن "التقلبات والمشاكل والأزمات مقدورعليها في النهاية بالإصرار الدولي على تجاوز عاصفة لا يستطيع طرف واحد تحمل تكاليفها الإنسانية قبل تكاليفها المادية".
وقال إنه إذا كان العالم العربي "أكثر أقاليم الأرض تعرضا لهبوب العاصفة وكانت الأزمة المالية الاقتصادية التي تعرض لها العالم ولا يزال يتعرض لها هي المشهد اللافت للأنظار، فإن هذه العاصفة لم تؤثر فقط في موارد العالم العربي ومدخراته لكنها كشفت عن هشاشة خطرة أصابت النظم التي كان العالم يعتمد عليها في ضبط أوضاعه والحفاظ على توازنه وهذا تطور استراتيجي إسقاطاته بعيد المدى".
وأضاف إن كل ذلك "أدى إلى اهتزاز القاعدة التي لا يقوم بغيرها نظام في أي مجال، وأعني قاعدة الثقة، فكانت الضربة التي أصابتها هي في الواقع أول ما يهددنا لأن الثقة العامة والمتبادلة هي في حد ذاتها أهم أسس الشرعية العالمية التي تطمئن الكل إلى سلامة التصرفات والتعاملات وتسمح بصياغة التوقعات على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ".
وقال إن الأزمة في الثقة أصابت العالم العربي أكثر من غيره فهو بموقعه وموارده وهو بقضاياه ومشاكله وهو بالسابق واللاحق من أحواله موجود في "مهب الرياح وفي بؤرة العاصفة".
وقال إن لدى العالم العربي أسبابا تدعوه إلى ضرورة الفهم أكثر فهناك الأزمة نفسها والتي استولت على اهتمام العالم وأبعدته عن قضاياه مع متغيرات سياسية تمسه بشكل مباشرة ومنها الرئاسة الأمريكية الجديدة والانتخابات الإسرائيلية وضرورة متابعة توجهاتها وتأثيراتها في أوضاع الأمن في المنطقة إضافة إلى التطورات في الجوار والتي لابد من حسن التعامل معها بحيث لا تواجه المنطقة توترات زائدة تضيف إلى قلقها واضطرابها.
ومضى يقول إن من بين الأسباب أيضا أنه مع اتساع العالم فهناك تغيرات في مواقع القوة ومراكز التأثير إضافة ضرورة إحياء المشروع العربي والتوصل إلى آلية لإدارة الخلافات بشكل لا يفسد فيه خلاف للود قضية.
وأكد إن تلك الأسباب سوف تواجه العالم العربي بطريق مباشر وغير مباشر بتداعيات سياسية واجتماعية تحتاج إلى استعداد وتنبه مشددا على أن "أبسط ما نستطيع أن نتوقعه أن هذه الأزمة سوف تخلف وراءها عواقب وتعقيدات في منطقتنا لابد أن نكون جاهزين لحصرها وإدارة حركتها" وأنه إن لم نستطع تحقيق ذلك فسوف تترك وراءها مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية فهناك احتمالات تباطؤ في النمو واحتمالات كساد واحتمالات بطالة ".

الأكثر قراءة