الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الأربعاء, 8 أكتوبر 2025 | 15 رَبِيع الثَّانِي 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين11.12
(-1.77%) -0.20
مجموعة تداول السعودية القابضة207.7
(-1.52%) -3.20
الشركة التعاونية للتأمين135.7
(-2.02%) -2.80
شركة الخدمات التجارية العربية109
(0.55%) 0.60
شركة دراية المالية5.69
(0.00%) 0.00
شركة اليمامة للحديد والصلب38.36
(-2.09%) -0.82
البنك العربي الوطني25.44
(0.55%) 0.14
شركة موبي الصناعية13.5
(0.75%) 0.10
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة36.08
(0.11%) 0.04
شركة إتحاد مصانع الأسلاك25.84
(1.73%) 0.44
بنك البلاد28.92
(-0.55%) -0.16
شركة أملاك العالمية للتمويل12.84
(-0.62%) -0.08
شركة المنجم للأغذية61.15
(-0.57%) -0.35
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.83
(-1.31%) -0.17
الشركة السعودية للصناعات الأساسية60.8
(-1.14%) -0.70
شركة سابك للمغذيات الزراعية120
(-0.50%) -0.60
شركة الحمادي القابضة34.56
(-0.40%) -0.14
شركة الوطنية للتأمين16.18
(-1.64%) -0.27
أرامكو السعودية24.87
(0.24%) 0.06
شركة الأميانت العربية السعودية21.97
(-1.52%) -0.34
البنك الأهلي السعودي38.94
(0.67%) 0.26
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات34.24
(-1.10%) -0.38

حدث ذلك في عام 1941 ، شاهد الطبيب الشاب وهو في حالة من الرعب والفزع، النازيين يغزون بلده هولندا، ولكنه رفض أن يحول الاحتلال دون إنجاز عمله الرائع، الذي يتعلق باختراع طبي جديد.

في غرفة ضيقة في أحد المستشفيات، كان فيليم كولف الطبيب الشاب يصنع أول آلة لغسيل الكلى في العالم. مستخدماً في ذلك مواد شديدة الغرابة حصل عليها من الريف الذي مزقته الحرب.

من هذه المواد قطع أو أجزاء من طائرة مقاتلة تم إسقاطها وهي من طراز Luftwaffe ، و"راديتر" سيارة فورد مهجورة. وكانت هناك أيضا علب عصير برتقال، وبانيو وبرميل خشبي وجلود صناعية لمنطاد.

إن هذا النموذج الأول الغريب سيعمل في يوم من الأيام على إنقاذ حياة ملايين الناس. وبالنسبة لكولف Kolff نفسه، وهو عبقري مخترع توفي عن عمر يناهز 97 عاماً، فقد واصل دوره كقوة دافعة لاختراع الأذن الصناعية. وأحد الأذرعة الصناعية المتطورة. لم يحصل على أية براءة لأي من مخترعاته، لأنه كان يؤمن بأنه ينبغي أن تعود هذه المخترعات بالفائدة على البشرية كلها، وليس على فرد واحد.

#2#

لقد فشلت أول أجهزة غسيل الكلى التي اخترعها، ونجم عن ذلك وفاة 16 مريضاً.

المريض رقم 17 كان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بأسابيع فقط وذلك في عام 1945. كان المريض عميلة نازية تدعى صوفيا شافشتادت Schafstadt وتبلغ من العمر 67 عاماً.

قال كولف Kokff فيما بعد: كان معظم الناس يريدون أن ينزعوا رقبتها. وكان كولف داعماً للمقاومة الهولندية للاحتلال، فقد ساعد على إنقاذ 800 من أبناء بلده من معسكرات العمل النازية وذلك بتخبئتهم – وأخفى كذلك صبي يهودي عمره عشر سنوات في بيته- أو عن طريق مساعدتهم على التظاهر بالمرض.

ومع ذلك استخدم جهازه لإخراج شافشتادت Schafstadt التي كانت على وشك الموت من الغيبوبة التي دخلت فيها، ونجح في ذلك وعاشت لمدة سبع سنوات أخرى.

وقال في هذا الصدد: الواجب الأخلاقي يملي علينا أن نعالج المرضى، عندما يكونون في حاجة للمساعدة حتى لو لم نكن نحبهم.

هاجر "بيم" كولف بعد الحرب إلى الولايات المتحدة، حيث عمل في البداية في مدينة كليفلاند في ولاية أوهايو، وعمل بعدئذ مساعداً لمدير معهد هندسة الطب الحيوي في جامعة يوتاه في مدينة سولت ليك.

واصل منذ البداية السعي لتحقيق حلمه المتمثل في اختراع قلب صناعي. وقد نجح في ذلك في عام 1982 حيث ترأس الفريق الذي زرع قلبا صناعيا لطبيب الأسنان المتقاعد بارني كلارك. وكان كولف على درجة كبيرة من التواضع، حتى أنه سمح بتسمية القلب بـ جارفيك 7، على اسم روبرت جارفيك، وهو أحد الطلبة الذين ساعدوه على إنجاز صنع القلب.

أثار هذا الاختراع موجة من الجدل في ذلك الوقت لدرجة أن بعض الأطباء شعروا بأنه عمل غير أخلاقي. وقد زاد النقد الموجه للقلب عندما توفي كلارك بعد 112 يوماً. ولكن ذلك القلب الصناعي أصبح جسراً مهماً لزراعة القلوب البشرية.

وفي جامعة يوتاه كان كولف أول من يتوصل إلى اختراع عين صناعية بالاشتراك مع وليام دوبيل، وقد تم ذلك عن طريق تحفيز نقاط معينة في الدماغ، لإعطاء بعض النور لأشخاص أصيبوا بالعمى، وتوصل كذلك إلى اختراع أذن صناعية عبر استثارة العصب السمعي، ولكن لم تثبت الجدوى التجارية لأي من هذين الاختراعين حتى الآن.

قال كولف بعد أن اخترع واحدة من أوليات الأذرع الصناعية: إن الذراع الصناعية التي اخترعناها جيدة لدرجة أنها تستطيع أن تقشر حبة برتقال، وقوية لدرجة أنها تستطيع أن تكسر جوزة. إنها تستطيع أن تتحرك بسرعة، ولكنها عندما تقترب من فمك، فإنها تتحرك ببطء فجأة، لأنها بغير ذلك يمكن أن تكسر أسنانك.

ولد وليم جوهان كولف عام 1911 في مدينة ليدن، وهو أكبر الأبناء الخمسة لطبيب كان يدير مصحة لمرضى السل. وكان طفلاً يحب صنع الأشياء – وقد درس النجارة في فترات ما بعد الظهر – وكان يتأثر عندما يرى والده ينتحب على المرضى الذين لم يتمكن من مساعدتهم، فقرر أن يدرس الطب.

التحق بجامعة ليدن وتزوج من زميلته الطالبة يانكه هويدكوبر Janke Huidekoper في عام 1937، ورغم وجود صعوبات في التعلم عنده نتيجة لخلل في الدماغ، فقد تخرج في عام 1938.

وفي اليوم الذي بدأت فيها طائرات النازي تشن هجماتها على هولندا في عام 1940، كان كولف وزوجته موجودين في لاهاي لحضور جنازة جدها. ترك الجنازة، وتطوع للعمل في المستشفى الرئيسي في المدينة، حيث تم إعطاؤه سيارة وسائقاً من الجيش الهولندي. وعلى مدى أربعة أيام، ظل يجوب المدينة بحثاً عن أشخاص يتبرعون بالدم، وبحثاً عن المعدات الخاصة لما سيصبح أول بنك للدم في أوروبا.

واصل دراساته الطبية وعمل في جامعة جرونيجن Groningen ولكنه ترك هذا العمل عندما أقدم معلمه، وهو أستاذ يهودي يدعى ليو بولاك دانيالز على الانتحار، وحل محله شخص نازي.

وجد كولف وظيفة كطبيب مقيم في مستشفى كامبين. وهناك أصابته حالة من الانزعاج الشديد نتيجة وفاة رجل في الـ 22 من عمره بسبب فشل كلوي، فبدأ باستخدام وسيلة بدائية قد تؤدي عمل الكلية البشرية، وذلك بهدف تنقية البول والمواد السامة الأخرى من الدم، وتعمل على عدم تجلط الدم وهو خارج الجسم.

تحقق النجاح في عام 1945 مع المريضة النازية شافشتادت Schafstadt. ويتذكر كولف أن أولى الكلمات التي نطقت بها بعد أن فاقت من الغيبوبة كانت: سوف أطلق زوجي. لقد كان زوجها معارضاً للنازيين وطلقته فعلاً.

حصل كولف على درجة الدكتوراه من جامعة جرونيجين Groningen في العام التالي وهاجر إلى كليفلاند في عام 1951 – ورغم أنه تقاعد رسمياً في عام 1986، فقد واصل العمل في مركز هندسة الطب الحيوي حتى عام 1997. وفي سني عمره اللاحقة، كان كثيراً ما يوجه الانتقادات الشديدة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، حيث كان يقول إن التنظيمات المكلفة تقف حائلاً أمام التطورات الجديدة.

في عام 1985 أصبح عضواً في "قاعة المجد الوطنية للمخترعين US National Inventors Hall of Fame وتم ترشيحه عدة مرات لجائزة نوبل، كان آخرها في عام 2003 وذلك لجائزة الطب أو علم وظائف الأعضاء. وفي عام 2002، حصل على جائزة ألبرت لاسكر للأبحاث الطبية السريرية لاختراعه الكلية الصناعية.

ظل كولف يواصل محاولة اختراع أجهزة بديلة للأعضاء البشرية حتى ما قبل وفاته بوقت قصير. ولأن زوجته ضاقت ذرعاً بمحاولاته هذه، فقد قررا الطلاق في عام 2000، عندما كانت هي في سن الـ 63 وهو في سن الـ 89.

خلف كولف وراءه أربعة أبناء وبنتاً واحدة.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية