اليوم.. تدشين المرحلة الأخيرة لمشروع أجياد المصافي
تدشن شركة مشروع تطوير أجياد المصافي مساء اليوم المرحلة الثانية والأخيرة من مشروع التصاميم المعمارية والإنشائية وشبكة الخدمة المرفقية للبنية التحتية وشبكة الطرق الرئيسة والفرعية والبديلة، والتي سيتولى القيام بها أحد المكاتب الاستشارية المتخصصة، والذي سيعد جميع التصاميم للمشروع، والدراسات التفصيلية، وتقديم المشروع الابتدائي، والحصول على الموافقات من الجهات الرسمية لفتح الطرق وتوصيل المرافق وإعداد الدراسات البيئية المتخصصة.
وستشمل الاتفاقية أن يقوم الأخير بدراسة وضع الطرق والأنفاق وتصريف السيول والشبكة الكهربائية والميكانيكية والخصائص الاقتصادية والاجتماعية، حتى تسلم تصريح البناء ومن ثم الترسية على إحدى الشركات المتخصصة في الإنشاءات.
وأفاد منصور أبو رياش رئيس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة الشريك في المشروع أن التحليل العام للميل الطبيعي لسطح الموقع يمكن تميزه بثلاث درجات مختلفة وهي: مناطق كبيرة الميل، ومناطق متوسطة الميل، ومناطق شبه منبسطة، مشيراً إلى أن المناطق كبيرة الميل تشكل أكثر من 20 في المائة من إجمالي مسطح الموقع، وكون الميول على شكل جزر متفرقة فهي تساعد على التعامل معها بصورة مناسبة، ويترك للإبداع المعماري مجال للتعامل معها بعدة مميزات.
#2#
وأبان أبو رياش أن موقع المشروع يحده من الشمال مجرى للسيل يتجه من الشرق للغرب، كما يخترق الموقع مجريين للسيول ينحدر كلاهما من الجنوب إلى الشمال، وأما المجرى الرئيسي في المنطقة فيقع بمحاذاة الحد الغربي عند أنفاق بئر بليلة، كما أن هناك خطوط وعبارات تصريف مقامة حاليا في تلك المناطق، لافتاُ إلى أنه ستتم مراعاة جانب تعزيز تلك الخطوط وزيادة فعاليتها خلال الأعمال التفصيلية التصميمية للمشروع.
وأشار أبو رياش إلى أن المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف تتميز بتضاريسها الجبلية، وأنه مع تقدم تقنيات البناء والتشييد لا يوجد مستحيل في تطويرها واستغلالها بالشكل الأمثل، مضيفاً: "مع إيماننا التام بما يتطلبه الوضع من زيادة في أعتمادات وتكاليف أعمال الإعمار فنحن مستعدون بعون الله على المضي قدما لإبراز المشروع كواجهة حضارية لمكة المكرمة نفتخر بها جميعاً، وأنه من خلال خبرتنا في هذا المجال واطلاعنا على مواقع ومناطق أكثر وعورة حول العالم نستطيع الجزم بعد الله بأن ذلك يضيف للموقع تميزاً أكثر، ومع وضعنا في الحسبان أن هناك ما يعادل 20 في المائة من إجمالي مسطحات الموقع تتطلب التعامل معها بطرق غير تقليدية، إلا أن تلك الارتفاعات والمناسيب الجبلية تعطي للمشروع ميزة فريدة في الإطلالة والبعد النظري للحرم المكي الشريف".
#3#
وأوضح أبو رياش أن إطلاق المرحلة الثانية والأخيرة من مشروع التصاميم المعمارية والإنشائية وشبكة الخدمة المرفقية للبنية التحتية وشبكة الطرق الرئيسة والفرعية والبديلة بالنسبة للمشروع مساء اليوم يعد خطوة أولية نحو البداية الفعلية في العمل على إنشاءات المباني فور تسلم التصاريح اللازمة للبناء من قبل الجهات المعنية بها، مشيراً إلى أن المشروع يقع على مساحة 340 ألف متر مربع، مؤكدا أنه سيتم إنشاء المشروع مع كامل الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية، إضافة إلى المساجد، لافتاً أن المشروع يأتي ضمن المشاريع التطويرية في المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف، وإنه سيضفي طابعا مميزا لعقارات مكة المكرمة، خاصة أنه تمت إجازته من الناحية النظامية من قبل الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة بعد أن خضع لجميع المعايير المنهجية المتبعة في الهيئة.
وعن آلية تمويل المشروع أفصح أبو رياش أن جميع الخيارات متاحة وفقا للمصالح التي تهدف لإنجاح المشروع، فإما أن الاعتماد على التمويل الذاتي أو قبول شركات عملاقة للمشاركة في البناء، أو طرح المشروع للمساهمة العامة لإتاحة الفرصة لأبناء مكة المكرمة، مستدركا أن السيولة اللازمة لاستكمال المشروع متوافرة في الوقت الحالي.
من جهته قال فايز زقزوق رجل الأعمال والشريك الرسمي في المشروع: " نطمح من خلال المشروع إلى المساهمة في تطوير أعظم بقعة على وجه المعمورة "مكة المكرمة"، وعلى وجه التحديد المنطقة المركزية والمناطق المحيطة بها، وذلك نظراً لما يتمتع به المشروع من مميزات جغرافية وموقع متفرد كمناطق بديلة بعيدة عن نزع الملكيات"، موضحاً أن المشروع يقع في الجهة الشرقية من شارع أجياد، ويطل على الطريق الدائري الثاني شرق الجزء الواصل بين أنفاق ريع بخش وأنفاق بئر بليلة.
وأبان زقزوق أن موقع المشروع يحتل السفح الشمالي لأحد المرتفعات المنخفضة بالمنطقة الغربية من جبل خندمة جنوب غرب الطريق الدائري الثاني، ويتدرج المنسوب الطبيعي للموقع من مستوى +430 م على الحد الجنوبي (وهو أقصى ارتفاع مسجل داخل حدود الموقع) إلى مستوى +350 م عند الحد الشمالي الشرقي له.
وأكد زقزوق أنهم حرصوا على استغلال الموقع في عدد من الاستعمالات المتكاملة بشكل متواصل طوال العام، والتي تساعد على رفع مستوى الخدمات في المنطقة، خصوصاً في الجوانب التي تفتقد إليها في الوقت الحاضر المنطقة المركزية، حيث سيتكون المشروع من عناصر عديدة أهمها: منطقة إسكان موسمي ودائم، منطقة فنادق، خدمات دينية، خدمات تجارية وإدارية ومكاتب، خدمات صحية، خدمات تعليمية، خدمات تجارية، مناطق مفتوحة ومساحات خضراء.
وأفاد زقزوق أنه سيتم تأهيل المشروع والمنطقة المقام فيها بشبكة الطرق العامة المتصلة بالطريق الدائري الثاني وطريق مخطط طريق بخش، ونفق للمشاة ينقل الحركة من المشروع إلى طريق (بئر بليلة) عن طريق سيور المشاة الكهربائية لإيصال الحجاج في طريقهم إلى الحرم المكي الشريف، كما سيتم تأهيل المشروع والكثافة السكانية المجاورة بالبنية التحتية بصفة شمولية.
وكانت اللجنة التنفيذية في الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة قد أصدرت موافقتها على المشروع في حزيران "يونيو" الماضي، بعد أن اشترطت إجراء دراسة الربط مع الطريق الدائري الثاني حيث تصل الميول إلى أكثر من 9 في المائة، مع توضيح تفاصيل الربط وضمان عنصر السلامة المرورية وبيان كيفية التعامل مع مصارف السيول المحيطة في الموقع وعلاقتها بممر المشاة المقترح، كما اشترطت أيضا ضرورة توضيح البدائل المطروحة للربط المروري وحركة المشاة في حال تأخر مشروع إعمار أجياد عن التنفيذ، ودراسة ربط المشروع الأساسي من جهة طريق أجياد وليس من خلال الطريق الدائري الثاني، منوها بضرورة ربط التحليل الطبوغرافي للموقع بالتصميم المقترح لتقسيم الأراضي.
يشار إلى الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة أعدت منهجية للتطوير وآلية لتعويض أصحاب العقارات المنزوعة، وهي تنص على أن المنطقة الواقعة في نطاق الدائري الثاني منطقة خاضعة للتطوير، حيث تقوم الهيئة العليا بوضع وتحديث المخططات الهيكلية للمدينة بصفة عامة وتفصيلية للمنطقة المركزية وآليات تنفيذها ليتواءم المشروع مع آلية التطوير، كما وضعت الهيئة قواعد محددة للتصرف في عقارات المناطق الخاضعة للتطوير.
وأكدت مجموعة الشريف منصور صالح أبو رياش للاستثمار والتنمية والتطوير العمراني مع مجموعة فايز جميل زقزوق أن موقع المشروع مملوك لها بالكامل، وأنه تم الانتهاء من دراسات الجدوى الاقتصادية للمشروع، حيث سيكون هناك نفق مكشوف بطول 400 متر مجهز بسيور كهربائية للمصلين، ومدخل من الخط الدائري الثاني للمشروع، بجانب طريق يربط المشروع بمخطط المنح في ريع بخش بعرض 20 مترا، كاشفة أن المشروع سيشتمل على 18 برجا سكنيا.
ومن المعلوم أن المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف تستقطب خلال الأعوام الثلاثة المقبلة ما يزيد على 40 مليار ريال لمشاريع تطويرية ستنفذها شركات كبرى بإشراف من الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة، وتتركز هذه المشاريع الكبرى الجاري دراستها في منطقة أجياد المصافي والسد والمسفلة وجبل عمر "2" والقرارة والهجرة، وستمتد هذه المشاريع العملاقة لتشمل أجزاء من منطقة المعابدة.
وتتميز العقارات في المنطقة المركزية جميع العقارات في العالم، بوجود سوق واعدة، كما أن معدل الارتفاع في قيمتها عال جدا ومتدني المخاطر، كما أن انفتاح موسم العمرة على مدار العام وازدياد الحجاج يعدان عاملين مهمين في زيادة الطلب على العقارات المحيطة بالحرم المكي.
ويتطلب التطوير العقاري في مكة المكرمة وبالذات في المنطقة المركزية رساميل ضخمة لارتفاع أسعار الأراضي والعقارات، الأمر الذي يتطلب تكتلات اقتصادية.
وتصنف أحياء المنطقة المركزية والمحيطة بساحات الحرم المكي الشريف من جهاته الأربع وفي نطاق الخط الدائري الأول والثاني على أنها من أغلى المواقع العقارية في العالم، حيث تتميز بوجود سوق مستمرة لها، كما تحظى مشاريع التطوير في المنطقة المركزية باهتمام كبير من الدولة، وتسجل أسرع معدل نمو في عدد الوحدات السكنية على مستوى المملكة، كونها تشهد معدلات مرتفعة في الطلب على الوحدات السكنية.
ومن المؤكد أن هذه المشاريع ستكون لها آثار إيجابية في المنطقة تتمثل في إيجاد مداخل جديدة للمدينة، تأمين ربط مباشر إلى المنطقة المركزية، تزويد المدينة بطرق متعددة الوسائط لخدمة المنطقة المركزية، وزيادة الطاقة الاستيعابية للسكن، إضافة إلى إيجاد استخدامات متكاملة للأراضي.