عميد الخياطين.. يخيط الثياب مغمض العينين!
عميد الخياطين.. يخيط الثياب مغمض العينين!
علي العبد الله أو "عميد الخياطين" كما يحلو له أن يناديه زبائنه، أفنى ما يزيد على 65 عاما من عمره بين القماش والإبرة، احترف هذه المهنة وأصبح يعطي دروسا لأبناء منطقته في نجران التي يمثلها في فعاليات الجنادرية لهذا العام، يتحدى بحياكته للثياب أعتى خياطي العالم، حيث إن الخبرة مكنته من أن يخيط ثوبا كاملا وهو مغمض العينين لأنه وبحد قوله يعرف أين تسير الإبرة عندما تكون في رحم القماش، مؤكدا أن الجنادرية منذ أن بدأت وهو لم يفوت على نفسه الفرصة في الالتحاق بها، مبديا سعادته البالغة عندما يشارك فيها، وأنه يعد الأيام منتظرا قدومها للمشاركة في فعالياتها.
ويضيف العبد الله أن هذه المهنة ورثها من عائلته أبا عن جد، حيث إنها ليست جديدة عليه ولن تنقطع عنده، إذ إنه ورثها منذ فترة ليست بالقصيرة لأبنائه وعدد من أحفاده الذين يساعدونه في محله العتيق الواقع في أحد الأحياء الشعبية في منطقة المخباه أحد محافظات نجران والقابع في نفس المكان منذ 60 عاما.
وحول الأوضاع الحالية لمهنة الخياطة الشعبية ومدى تأثرها بالثورة الصناعية، أكد أنه يحقق مكاسب مضاعفة ولم يتأثر بالصناعات الخارجية لأن محله معروف جدا في نجران، والعجز الكبير الحاصل في عدم تلبية طلبات جميع الزبائن ما هو إلا دليل على كثرة طلبات الزبائن الذين لم تجذبهم الصناعات الحديثة بسبب معرفتهم بجودة صناعته.
وعن عدد الطلبات التي ترده إليه شهريا أوضح أن عددها كبير جدا يفوق استيعاب المحل أضعاف المرات، حيث إن الزبون يأتي لتسلم ثوبه بعد شهر من تفصيلة، وذلك لكثرة الطلبات بالرغم من عمله هو وثلاثة من أبنائه في المحل، مقدرا عدد الثياب التي يفصلها المحل في الشهر بـ60 ثوبا تحاك جميعها بالطريقة القديمة الإبرة والقماش، دون الاستعانة بمكائن الخياطة، لأن تفصيل الثوب يدويا يستغرق وقتا طويلا يتجاوز اليوم الواحد، ويفرق عن الصناعة اليدوية بالجودة العالية، إذ إنه يستطيع العيش لسنوات طويلة دون أن يتضرر أو يتغير.
ويعرف العبد الله أنواع الملابس التي يخيطها، والتي تعد من الملابس التقليدية والشعبية في منطقه نجران، مثل المكمم والمذيل والمعضد والمزند التي أصبح بعضها ثوبا تاريخيا لا يلبس إلا في المناسبات والأفراح، مبينا أن أسعار ملابسه تراوح بين 150 ريالا و400 ريال وتختلف باختلاف نوع وجودة القماش، وكميه الزري والزركشة الموجودة عليه، كاشفا عن أمنيته أن تدرب وزارة العمل عددا من الشباب ليقوموا بوراثة هذه المهنة العتيقة منهم التي لا تحتاج إلى جهد كبير ومكاسبها كبيرة ومضمونة، كما أنها أفضل بكثير من العديد من الوظائف المكتبية، مبديا خوفه من انقراض هذه الحرفة في يوم من الأيام نتيجة الإهمال وسطوة العمالة الأجنبية عليها.