الليموزين .. وتوني بلير!

كان منظره محزنا أمام مستشفى خاص في الرياض أمس الأول، عندما انتظر أكثر من 30 دقيقة للحصول على سيارة أجرة "ليموزين" لتنقله إلى منزله وأطفاله، وأمام طول الانتظار اندفع أحد المراجعين وأوقف سيارة الأجرة وهدد السائق بطلب الشرطة إذا لم يوافق على مساعدة الراكب. المقصود في القضية إنسان من ذوي الاحتياجات الخاصة أو "المعوقين" كل ذنبه أنه معوق، ولا يملك سيارة، ولا سائقا خاصا، وأيضا أنه لا يوجد تنظيم واضح يكفل حق مثل هؤلاء في الحصول على خدمة ضرورية ومهمة.
أصحاب سيارات الأجرة يتذرعون بأن نقل هذه الفئات يكلفهم، حيث يضطرون إلى التوقف طويلا ومساعدة المعوق على الصعود إلى السيارة، وحمل الكرسي إلى شنطة السيارة وتركها مفتوحة جراء ذلك، ثم إعادة الكرة بإنزال الراكب والانتظار لحين وصول شخص آخر يساعده.
يبدو العذر مقبولا شكلا، لكنه بالتأكيد مرفوض موضوعا، ذلك لأن سيارات الأجرة تمخر الشوارع طولا بعرض، وهو أحد الأسباب المهمة في الحوادث المرورية التي تنتج بدورها أعدادا من المعوقين، لكن لا يوجد في البلد نظام متطور وواضح للنقل داخل المدن يكفل للجميع الحصول على خدمة المواصلات في الزمان والمكان اللازمين.
أساطيل كبيرة من سيارات الأجرة تدخل البلاد يوميا، وشركات ومؤسسات تتوالد وتفرخ على مدار الساعة، لكن لا يوجد أي ذكر لحق فئات محتاجة في المجتمع لهذه الخدمة.
كيف ينقل المعوق؟ ومتى تستطيع المرأة الحصول على خدمة آمنة؟ كيف تعيد أمتعتك التي نسيتها في سيارة الليموزين؟ كيف تطلب الخدمة في المنزل؟ متى يتم تحديد مواقع المواقف في الشوارع؟ لا أحد يعرف .. ولا أحد يستطيع الإجابة.
على الجهات الحكومية التي تتحدث عن المسؤولية الاجتماعية أن تعمل قبل التفرغ للحديث، على ضمان سن أنظمة تكفل الحصول على الحقوق الطبيعية أولا، ثم الاتجاه إلى إلزام الشركات بتوفير عدد معين من السيارات الخاصة بالفئات المحتاجة بحيث تربط بالعدد الكلي لسيارات كل شركة، وتسهيل طلب الخدمة عبر الهاتف.
وبالمناسبة في بريطانيا اضطرت الحكومة قبل عدة سنوات إلى الاعتذار إلى الزميل طلال الحربي مراسل صحيفة الجزيرة (طالب دراسات عليا) يستخدم الكرسي المتحرك، وجاء الاعتذار بسبب عدم تهيئة المدخل الخاص بالصحافيين في مقر مجلس الوزراء، قبل أن تصلح الحكومة الوضع.
أما لدينا، فإن الوضع في شارع الضباب أكبر شارع تباع فيه أغراض المعوقين مضحك وغريب، حيث تختلف المناسيب وأدراج المحلات، وترتفع الأرصفة دون أي مبرر، وكأنها تريد إبعاد المعوقين من أبوابها. إلى من المشتكي؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي