Author

قصة قدم الفيل والقيد

|
الإنسان والكائنات لها قيود من داخل عقلها تتم ببرمجة خاصة، ومن فهم المفتاح تحكم في الإنسان والحيوان، ومنها أشرس الضواري والفيلة، وروى لي من ربى أسدا صغيرا، فأحبا بعضهما وائتلفا، حتى إذا كبر أطلقه في الغابة، ثم ذهب يوما لتفقده، فجاءه يتمخطر ومعه حبيبته اللبوءة الجديدة من الغابة، وفيلم التصوير يصور، هجم عليه ليس ليفترسه بل ليلعقه بحب فلم ينسه، ثم تراجع قليلا ليقدم حبيبته اللبوءة صديقته وزوجته في السفاري؟ وبرمجة العقول قصصها أعجب من الخيال، ومما روت لي ابنتي عفراء قصة عن الملك لويس والسجين أنه حبس في زنزانة، وقيل له إنه محكوم بالإعدام، ثم جاءه وقال له إن هناك مخرجا مؤكدا من الحبس فجرب حظك للهرب، وهي تجربة عجيبة، فبدأ الرجل في قرع الجدران وتفقد الأرض ولمس الأقفاص والحديد، وبقي هكذا حتى الصباح دون أن يهتدي للمخرج! فكروا ماذا كان المخرج؟ كان الباب مفتوحاً غير موصد ولم يكن أمامه إلا أن يمد يده للباب ويخرج! وكثير من أمورنا على هذا الشكل. ويروى عن رجل استوقفه منظر الفيل العظيم كالجبل كيف يقاد بحبل فقال: كنت أفكر ذات يوم في حيوان الفيل، وفجأة استوقفتني فكرة حيرتني وهي حقيقة أن هذه المخلوقات الضخمة قد تم تقييدها في حديقة الحيوان بواسطة حبل صغير يلف حول قدم الفيل الأمامية، فليست هناك سلاسل ضخمة ولا أقفاص! وكان من الملاحظ جداً أن الفيل يستطيع وببساطة أن يتحرر من قيده في أي وقت يشاء لكنه لسبب ما لا يقدم على ذلك! شاهدت مدرب الفيل بالقرب منه وسألته: لم تقف هذه الحيوانات الضخمة مكانها ولا تقوم بأي محاولة للهرب؟ حسناً، أجاب المدرب: حينما كانت هذه الحيوانات الضخمة حديثة الولادة وكانت أصغر بكثير مما هي عليه الآن، كنا نستخدم لها حجم القيد الحالي نفسه لنربطها به. وكانت هذه القيود – في ذلك العمر– كافية لتقييدها. وتكبر هذه الحيوانات معتقدة أنها لا تزال غير قادرة على فك القيود والتحرر منها، بل تظل على اعتقاد أن الحبل لا يزال يقيدها، ولذلك هي لا تحاول أبداً أن تتحرر منه، كنت مندهشاً جداً. هذه الحيوانات – التي تملك القوة لرفع أوزان هائلة - تستطيع وببساطة أن تتحرر من قيودها، لكنها اعتقدت أنها لم تستطع فعلقت مكانها كحيوان الفيل، كثير منا أيضاً يمضون في الحياة معلقين بقناعة مفادها أننا لا نستطيع أن ننجز أو نغير شيئاً وذلك ببساطة لأننا نعتقد أننا عاجزون عن ذلك، أو أننا حاولنا ذات يوم ولم نفلح . حاول أن تصنع شيئاً.. وتغير من حياتك بشكل إيجابي وبطريقة إيجابية!
إنشرها