الهيئات التنظيمية الأمريكية توافق على أول استخدام للخلايا الجذعية الجنينية في البشر.

تزيد هذه الخطوة من إمكانية فتح الباب أمام نهج جديد تماماً في العلاج الطبي، كان محظوراً منذ عام 2001 من قبل الرئيس السابق جورج دابليو بوش. فبعد يومين فقط من تنصيب الرئيس باراك أوباما، الذي كان يعارض الحظر الذي فرضه سلفه على التمويل الاتحادي لأبحاث الخلايا الجذعية الجنينية، أذنت إدارة الغذاء والدواء لشركة جيرون الأمريكية التي تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية بالبدء في إجراء التجارب السريرية على المرضى الذين يعانون إصابات شديدة في العمود الفقري.

وبينما بدأ الباحثون التجاريون والأكاديميون باستخدام الخلايا الجذعية للبالغين لمعالجة المرضى، تحركت شركة جيرون إلى مدى أبعد وعلى نحو أسرع في مجال الخلايا الجذعية الجنينية التي يعتقد العلماء أنها تنطوي على إمكانيات علاجية أكبر لأنها يمكن أن تتطور إلى أية خلية في الجسم.

ويمهد قرار إدارة الغذاء والدواء الطريق لكي تبدأ شركة جيرون بإجراء التجارب على المرضى لاختبار سلامة منتجها الذي يدعى جرنوبسي GRNOPCI، الذي تحتاج بعده إلى الحصول على موافقة جديدة من إدارة الغذاء والدواء لكي تثبت كفاءته قبل إمكانية تصنيعه بكميات تجارية في غضون ثلاث سنوات.

قال ثوماس أوكارما، رئيس شركة جيرون ورئيسها التنفيذي، التي يوجد مقرها في مدينة مينلو بارك بولاية كاليفورنيا،:" هذا فجر عصر جديد . إنه يتجاوز الأقراص والمباضع لتحقيق مستوى جديد من الشفاء". وذكر أنه يمكن أن تحدث نكسات على هذا الصعيد. وسوف يترتب على شركة جيرون أن تحصل على ثمانية مرضى متطوعين على الأقل ومتابعة تقدم حالاتهم لمدة عام على أقل تقدير، ولكن " إذا تمكنا من تحويل شخص يعاني من شلل تام إلى شخص يستطيع أن يمشي على عكازة، فسوف ينطلق هذا العلاج بسرعة البرق".

وقال أوكارما إن هناك تحديات أمام الجهات التنظيمية على صعيد التأكد من سلامة العلاج باستخدام طريقة الخلايا الجذعية الحديثة العهد. ولم يكن لدى الرئيس التنفيذي فكرة عن احتمال وجود تدخل سياسي في قرار إدارة الغذاء والدواء التي احترمت العديد من المواعيد النهائية التي حددتها منذ أن حاولت الشركة الحصول على موافقتها على هذا الأسلوب العلاجي في شهر آذار(مارس) الماضي.

ولكنه انتقد الفترة "المجنونة" التي أعقبت الحظر الذي فرضه بوش على التمويل الاتحادي للأبحاث في هذا المجال، لأنها كما قال حرمت شركة جيرون من الحصول على الأموال لدعم أبحاثها على الخلايا الجذعية الجنينية في حين حصل العديد من الباحثين على الدعم المالي لبحث استخدامات الخلايا الجذعية للبالغين التي تعلق عليها آمال أقل. وقال:" إن هذا نصر لإبداع القطاع الخاص على قصور القطاع العام"، مؤكداً أن شركة جيروم استثمرت 200 مليون دولار منذ عام 1995 في هذا المجال، وأنه ينبغي على الإدارة الجديدة أن تضع خططاً أكثر طموحاً من مجرد السماح بالحصول على التمويل الاتحادي لهذه الأبحاث.

وقال أوكراما إن شركة جيرون يمكن أن تحقق اقتصادات مهمة ذات حجم كبير تكون مصممة على نحو يضمن أن تكون تكلفة العلاج بهذه الطريقة "معقولة". وقال أيضاً إن لديه رغبة شديدة في الترخيص لشركات تطوير أخرى باستخدام تقنية شركته الخاصة بالخلايا الجذعية لمعالجة العديد من الأمراض المختلفة.

التطور الزمني للتعرف على الخلايا الجذعية 1908 – ألكسندر ماكسيموف يضع فكرة "الخلايا الجذعية". ستينيات القرن الماضي – التعرف على الخلايا الجذعية الجنينية.

1981 – الحصول على الخلايا الجذعية الجنينية من الفئران.

1998 – تطوير أسلوب عزل وزراعة الخلايا الجذعية الجنينية البشرية.

2001- الولايات المتحدة تحد من تمويل أبحاث الخلايا الجذعية الجنينية.

2009 – شركة جيرون تحصل على أول موافقة رسمية لإجراء التجارب على البشر.