الوزراء الجدد .. وأوجاع الناس!

اليوم ينفض المهنئون من مجالس الوزراء الجدد، ويبقى هؤلاء (الوزراء) أمام أماناتهم الكبيرة التي حملت لهم من القائد. لكل وزارة هموم، وعلى عاتق كل وزارة مسؤولية عظيمة ابتداء من وزارة العدل، مرورا بالتعليم، فالصحة، وأخيرا الإعلام. اعتبارا من اليوم لن يرضى الناس بالتصريحات والوعود ما لم يلمسوا تغييرا على الأرض.
آن الأوان ليهنأ أبناؤنا بالمدارس الحكومية النموذجية، فقد مللنا المدارس المستأجرة حيث يقضي الطلاب سنوات دراستهم في حجرة الطعام أو الممرات. لن يكون الناس راضين عن تعليم يخرج دفعات من العاطلين، ولا مجموعات من الكسالى، ولا عن تعليم تتعارك فيه الوزارة مع معلميها في قاعات ديوان المظالم.
إطلاقا لن يكون الناس راضين عن محاكم تغص بالمراجعين، ولا عن قضاة يقضون الأشهر في البت في قضية حق يجب أن يحصل عليه صاحبه دون تأخير، ولا عن تأخير أكثر مما يجب في تنظيم حقوق الأسرة والمرأة وضمان حصولهما على حقوقهما التي كفلها لهما الشرع.
وكما في الأمرين السابقين لن يكون مرضيا ألا يحصل مواطن على حقه في العلاج بأقصر الطرق. اعتبارا من اليوم ننتظر حلا جذريا لمشكلة نقص الأسرة في المستشفيات، حيث لم يعد هناك متسع من الوقت والناس تعاني في مستشفيات عرعر ورفحاء وجازان وبيشة ونجران. اعتبارا من اليوم ليس من المناسب في بلد يصرف 50 مليار ريال سنويا على الصحة ألا يكون هناك أطباء استشاريون في التخصصات الدقيقة في مستشفيات المناطق البعيدة. واعتبارا من اليوم يجب أن تتولى وزارة الصحة مسؤولية نقل المرضى الذين تحتم الحالة الطبية نقلهم فورا إلى مستشفيات أكثر تطورا للحصول على فرصة الحياة. من الآن ننتظر أن ينهي وزير الصحة الجديد بخبرته الكبيرة في المنشأة الطبية الإنسانية (الحرس الوطني) مشكلة تعثر مشاريع المستشفيات الجديدة، ويعيد الثقة إلى المستشفيات الصغيرة، ويضخ دماء جديدة في شرايين الطب السعودي. من اليوم ننتظر أن نعرف كم هو الوقت الذي نحتاج إليه لتغطية العجز في التمريض والصيدلة وبقية التخصصات. من اليوم يجب ألا تكون هناك سوق سوداء لتراخيص الصيدليات التي تتكاثر في الشوارع بشكل مخيف حتى يخيل لنا أن كل الشعب مريض. أشياء كثيرة ننتظرها وينتظرها الشعب من أصحاب المعالي الجدد، وكلنا أمل بأن يكونوا على قدر ثقة القائد .. فماذا هم فاعلون؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي