نجح فريق طبي تابع لمستشفى سعد التخصصي في إزالة جلطة في أحد الشرايين التاجية لمريض باكستاني يعاني انعكاسا في وضعية القلب والأحشاء، وذلك باستخدام تقنية القسطرة التداخلية الطارئة.
وكان المريض قد وصل إلى مستشفى سعد التخصصي في الخبر، وهو يعاني انسداداً تاماً في أحد الشرايين التاجية الرئيسة، مصحوبا بآلام شديدة في الصدر، واصفرار وشحوب في البشرة، حيث تبين للفريق الطبي المعالج أن المريض لديه انعكاس في وضعية القلب والأحشاء، وأنهما يقعان في الجهة اليمنى من الجسم.
وأوضح الدكتور الباقر عبد الرحمن البشير استشاري أمراض القلب والقسطرة التداخلية في "سعد التخصصي"، أنه فور الكشف على المريض وتشخيص حالته، كان لابد من الإسراع بالتدخل العلاجي حتى لا تتعرض عضلة القلب للموت، وبالفعل تم وضع خطة علاج سريعة، تضمنت عمل قسطرة علاجية لفتح الشريان ووضع دعامة به، مشيرا إلى أن صعوبة الحالة تتمثل في أن الأطباء مدربون على إجراء هذه العمليات للمرضي الطبيعيين الذين يملكون قلبا في الجهة اليسرى من الصدر، كما أن أجهزة القسطرة مصممة أيضا لتلائم هؤلاء المرضى، الأمر الذي كان يفرض على الفريق الطبي التعامل مع تلك الأجهزة لتتناسب مع وضع القلب المعكوس في الجهة اليمني باعتباره وضعا غير مألوف.
وفي السياق ذاته أكد الدكتور عبد الحكيم حبيب إخصائي أمراض القلب في المستشفى، أن استخدام القسطرة العلاجية كان الحل الأفضل والأكثر فاعلية وجدوى في مثل هذه الحالة، مبينا أنه تم استخدام أجهزة القسطرة العادية نفسها، ولكن الصعوبة تمثلت في كيفية الوصول إلى الشريان المصاب لفتحه ومن ثم إذابة الجلطة، وقد أجريت العملية بنجاح كبير بمشاركة الفريق الطبي المتكامل الذي باشر الحالة،حيث تعد "القسطرة التداخلية الابتدائية أو الطارئة" التي قام بها فريق مستشفى سعد هي "ثاني عملية تُسجل من نوعها على مستوى العالم"، إذ أوردت مجلة "The journal of invasive cardiology" الأمريكية العلمية أول حالة مشابهة في عددها الصادر في شباط (فبراير) عام 2006.
يشار إلى أن حالات الانعكاس القلبي نادرة الحدوث وتحدث لشخص واحد كل عشرة آلاف شخص، وبالتالي فإن حدوث انعكاس مع الإصابة بتصلب شرايين يعد أمرا أكثر ندرة، وبصورة عامة، فإن الانعكاس القلبي لا يؤثر في الصحة العامة للمرضى المصابين بهذا العيب الخلقي، ولكن تظهر المشكلة عندما يعانى هؤلاء مشكلات أخرى في القلب مثل تصلب الشرايين.
