Author

"أسناني واوا"

|
أجدد البحث في ريسيفر بيتي بين فترة وأخرى وكنت أتفاجأ بعدد القنوات الجديدة التي تظهر لي خصوصاً أن عدد الأقمار التي أبحث فيها محدود .. هذا الشعور بالذهول تلاشى كثيراً لأنني أتوقع أنني لو جددت البحث أسبوعياً فإنني سأجد المزيد من المحطات ..وكلما زادت هذه المحطات شعرت بمزيد من الاتساع في هذا الفضاء الواسع المليء بالغث والسمين. أستمتع كثيراً بمشاهدة التلفاز لشعوري بأنني أجول العالم وأتحكم فيه بمجرد اللعب بالريموت كنترول .. أستطيع أن أرفع صوت من أريد وفي أي لحظة دون قيود وألزم الآخر الصمت كذلك دون استئذان من أحد أو مراعاة لشعور من يتحدث .. أختار المادة التي أعشقها أو يميل مزاجي إليها في حينها .. أرى الأخبار حية على الهواء من موقع الحدث وإن لم يعجبني أسلوب النقل انتقلت إلى محطة أخرى قد تقول أو تنقل لي ما أريد أنا أو بالأصح ما يتماشى مع تفكيري واعتقادي وتفسيري حول الأحداث لأشعر بالرضا وأحس بأن ما أفكر فيه يتجه نحو الاتجاه الصحيح .. لم يعد اليوم باستطاعتي أن أمارس شيئاً من طقوسي عند تلفازي لأن دوام الحال من المحال ولم يعد الريموت كنترول ملكاً لي فعندما أريد أن أشاهد ما أريد يجب أن أستأذن أطفالي لأنهم استحوذوا على الريموت كنترول فمحاولاتي وتوسلاتي لهم بأن أشاهد شيئاً أحبه.. دائماً ما تبوء بالفشل فأسلوب الإقناع لديهم بأن ما يشاهدونه أفضل وأمتع و أكثر فائدة أبلغ من أسلوبي .. وإن باءت المفاوضات بالفشل وهذا ما اعتدت عليه فإن أسلوب القوة هو الحكم وعادة ما تنتهي بهزيمتي وسيطرتهم على مجريات الأمور .. فلا يكون أمامي خيار آخر غير الاستسلام لرغباتهم محاولاً الاستمتاع بما يشاهدون حتى أنني عرفت معظم أفلام الكرتون وأغلب برامج الأطفال وكل القنوات المخصصة لهم وكما يقول المثل الشعبي ( إن طاوعك الزمن وإلا طاوعه ) .. يقول أحد الأصدقاء، والذي يشاركني الهواية نفسها في استمتاعه بمشاهدة التلفاز، إنه فكر في حل وهو أن يضع لنفسه جهاز آخر مخصصا له غير الآخر المحتل من أطفاله .. وعندما اقتنعت بالفكرة وبدأت التخطيط لتنفيذها أخبرني بأنها باءت بالفشل لأن أطفاله انتقلوا حيث يجلس هو لأن المتعة لديهم تصل ذروتها عندما يكون هو بجانبهم .. والنتيجة النهائية أنه لا مفر من الرضوخ للأمر الواقع ومشاهدة ما يختارونه شئت أم أبيت. تحولت مجبراً إلى متابع جيد للخروف "شاون" وإلى حيوان البحر (سبونج بوب) ومغرم "بتوم وجيري" وعاشق (لدورا وموزو) عندما يخاطبان الذئب الشرير (سنقر لا تسرق .. سنقر لا تسرق ) .. لم تعد تعنيني الأخبار ولا المسلسلات ولا البرامج الثقافية ولا حتى الرياضية .. وبقيت أغني مع بناتي .. يابابا أسناني واوا ..
إنشرها