أبوالحسن عبدالله على - مصر

يتحد العالم اليوم على ان يجد اجابة لسؤال واحد الا وهو ( كيف الخروج من هذه الازمة الاقتصادية ؟ ) والتى تنهار امامها كل يوم كيان من الكيانات الاقتصادية الكبرى والتى كان لايخطر ببال من اقاموها ان تنهار فى يوم من الايام ظانين النظم الاقتصادية التى بنو ا عليها هذه الكيانات هى اعضم النظم ولكنهم وجدوا انفسهم امام انهيار اسرع من تفكيرهم وكلما امعنوا التفكير فى كيفية الخروج من هذه الازمة الاقتصادية تراهم يتخذون قرارات منها ( خفض الفائدة الى الصفر او هى اقرب وخفض انتاج السلع الترفيهية المختلفة وضخ السيولة المكدسة فى خزائن البنوك ) وهم بذلك لايدرون انهم يفعلون ما ينادى به الاقتصاد الاسلامى ، الايدرى هؤلاء ان خفض الفائدة الى الصفر يعنى عدم الربا فى المعاملات المالية والتى يسمونها (الفائدة ) الايعلم هؤلاء ان الربا قد نهى عنه الحق سبحانه وتعالى حين قال {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ }البقرة276 وحين قال {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }النساء161 وحين قال {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ }البقرة279

الايعلم هؤلاءان تكديس الاموال فى الخزائن ومنعها عن اعمار الارض قد نهى الاسلام عنه حين قال ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }التوبة34 ولنا وقفة مع (سبيل الله ) فهذه العبارة لاتعنى الانفاق على الفقراء والمساكين وتجهيز الجيوش وانما هى اوسع واعم اليس اصلاح الارض لزراعة ما يقتات به الناس اليس ذلك من سبيل الله ؟

اليس اقامة المصانع وتشغيل العاطلين اليس ذلك من سبيل الله ؟

اليس من يمهد الطرق ويامنها للناس وللتجارة اليس ذلك من سبيل الله ؟

اليس من ينفق المال فى تعليم الشباب وتزويجهم اليس ذلك من سبيل الله ؟

انا علينا ايها المسلمون ان نفهم ديننا الفهم الواعى الجامع لكل سبل الحياة لانه الدين الصالح لكل زمان ومكان ، علينا ان نشرح للغير ديننا بالمنطق الذى يؤمن به الغير فديننا ليس ترنيمات ولاصلوات يتعبد بها فى دور العبادة فحسب بل هو قبل كل شيىء دين حياة دين جاء لاصلاح الحياة دين لبسط الامن والامان للناس دين يشفى امراض النفوس وامراض الابدان وامراض الايام الم نعى قول الحق ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنفال24

فاليبحث العالم ما شاء من حلول فلن يجد غير تعاليم الاسلام من حل ، فلا امان لمن لم يتخذ من تعليم الاسلام منهاجا .