Author

المشاريع الحكومية بين الإنجاز والتعثر

|
تعثر المشاريع مشكلة حقيقية تقف أمام التنمية ويؤدي إلى تعطيل الاستفادة من تلك المشاريع الخدمية التي تحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على سرعة تنفيذها وقد سمعنا خلال إعلان الميزانية العامة للدولة الحديث الشفاف والصريح للملك عندما وجه الوزراء والمسؤولين إلى البحث عن طريقة للتعجيل بتنفيذ المشاريع في الميزانية وهو تأكيد من خادم الحرمين بضرورة وقوف المسؤولين على عملية ترسية المشاريع ومتابعة تنفيذها وإنجازها في الوقت المحدد. لقد شهد عديد من المدن والمحافظات والقرى تعطل تنفيذ عديد من المشاريع الحكومية التي كان من المفترض تنفيذها من سنوات, وأعتقد أن أسباب تأخر المقاولين في تنفيذ المشاريع يعود لأسباب كثيرة ويأتي في مقدمتها أن الكثير من المقاولين حصل على مشاريع تفوق إمكاناته بشكل كبير, مما أثر في التزامه بالتنفيذ في الوقت المحدد, كما أن بعض المقاولين يعاني ضعفا إداريا واضحا, فالمقاول لا يستثمر ما لديه من إمكانات مادية وبشرية بشكل جيد وينقصه التخطيط الجيد للإنجاز, كذلك يعاني كثير من المؤسسات والشركات تداخل الملكية مع الإدارة, وهذا جانب يؤدي إلى ضعف واضح في مستوى الأداء, أيضا من الأسباب ضعف الكوادر الفنية للمقاولين مما يؤثر في مستوى عطاءاتهم وعدم دراستها بالشكل الجيد. وأعتقد أن الحل يكمن في إيجاد آلية لتأهيل المقاولين قبل التقدم للمنافسات الحكومية كما هو معتمد لدى الشركات الكبيرة للتأكد من كفاءة المقاول قبل ترسية المناقصة عليه, وذلك لضمان تنفيذ العمل المطلوب في وقته, كما أسهمت قلة المقاولين المؤهلين وقليلي الخبرة وساعدهم النظام في أن يرسو المشروع على الأقل عطاء وهنا لا بد من إعادة النظر في كثرة رسو المناقصات للجهة الواحدة على مقاول واحد فيعجز عن الوفاء بما رسا عليه ومع تعثر المشاريع تقف الجهات صاحبة المشروع غالبا مكتوفة الأيدي أمام خيارين أحلاهما مر, إما السكوت ومسايرة المقاول وإما اللجوء إلى الخيار الثاني وهو سحب المشروع, فبعض الجهات تعاني معاناة حقيقية من بعض المقاولين التي لا تملك صلاحيات إبعادهم عن مشاريعها وأعتقد أن هذه المشكلة يجب أن تتم دراستها بشكل كبير وسريع, خصوصا أننا نمر بمرحلة طفرة في المشاريع التي وفرتها الدولة. لقد فتحنا هنا في "الاقتصادية" هذا الملف "تعثر المشاريع الأسباب والحلول" لنخرج برؤية مشتركة للتعجيل بتنفيذ المشاريع, فكثير من المشروعات التي تنفذها الدولة لخدمة المواطن، ونمو الوطن تعتمد له الدولة مليارات الريالات ولا تبخل بالإنفاق عليها فقط تحتاج إلى دقة في العمل وسرعة في الإنجاز ومتابعة جيدة لمراحل التنفيذ.
إنشرها