غزة واستهداف الإنسان والمسجد
أخي القارئ الكريم تأمل معي قول الحق تبارك وتعالى (إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم، وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا). في هذه الآية تجد العجب العجاب، تأمل قوله تعالى (إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم) كناية عن إحاطة الكفار بالمسلمين وتمكنهم منهم من كل جانب. ولننظر إلى الصورة نفسها اليوم في غزة (العزة) فقد أحاط اليهود بالمسلمين في غزة من كل جانب من الشمال والجنوب والشرق والغرب. وتأمل المقطع الذي بعده (وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر) وهذا وصف لأحوال الجند من جيش محمد عليه الصلاة والسلام بعد ما وصف مجيء أعدائهم إليهم وأول ما يلاحظ في الآية (وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا) كيف شخوص الأبصار وانحرافها وميلها، وكأن هذه الحالة هي أول أحوال الشدة وأول مراتبها فالمكروب الذي يفاجئه العدو يرسل بصره يميناً وشمالاً ويقلب محاجره ويلتفت هنا وهناك مدهوشاً حائراً لما يرى من حوله ولما يرى من تخاذل الآخرين في نصرته لعله يجد من ينصره أو يقف إلى جانبه. وما أشبه الليلة بالبارحة فهؤلاء المسلمون في غزة وما أصابهم من اللأواء والضنك والمحاصرة من كل جانب لهو يصور تصويراً دقيقاً لما يعانيه المسلمون من شدة عدوهم وبأسه بهم ولكن الفرج آت والنصر قادم بإذن الله تعالى ولهذا تجد أن الآية بعدها (هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً) نعم ابتلوا في جيش محمد وابتلوا في غزة وابتلوا في كل مكان لأنهم آمنوا بالله وقالوا ربنا الله. ابتلو وصبروا وكان النصر حليفهم ابتلوا وصبروا وكان الفرج من الله سبيلهم وهاديهم (إن تنصروا لله ينصركم ويثبت أقدامكم) نعم إن ما يجري في غزة لهو آيات بينات وعبر وعظات فهذه الإحاطة من العدو بهم من كل مكان كإحاطة السوار بالمعصم تبين أن المؤمنين الواثقين بنصر الله لهم لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم نعم، إنها سنة الله في الكون (فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين). فنقول يا أهل غزة ياأهل الصمود والشموخ والإباء أبشروا بنصر الله فنصره آت وقادم بإذنه أبشروا فالله معكم ولن يتركم أعمالكم. والله معكم ولن يتخلى عنكم والله معكم وناصركم.
ومؤيدكم بإذنه سبحانه وتعالى (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحميد) وقد دمر مع الإنسان في غزة المساجد والمساكن ، وكان استهدافهم للمساجد واضحا ، بقي أخي الحبيب أخي القارئ الكريم كيف ننصر إخواننا المسلمين في غزة. ننصرهم بالدعاء لهم بالنصر المبين والثبات على الطريق المستقيم. فكم لله من نفحات وكم لله من هبات، وهذا يوم الجمعة فيه ساعة مباركة الدعوة فيها مستجابة كما قال بذلك الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، ودعوة الأخ المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب مستجابة. والله لا يضيّع أجر من أحسن عملاً.
فنسأله بمنه وفضله وكرمه أن يهيئ لهم النصر المبين على أعدائهم اليهود الغاصبين وإلى اللقاء.