أدى افتقاد مغاسل الملابس لائحة سعرية للخدمات التي تقدمها، إلى تباين كبير في الأسعار بين المحال، وأشعل المنافسة بينها.
يقول قاسم محمد (يمني يعمل في مغسلة ملابس)، إن رب عمله يرغمه على أخذ ريالين عن كل ثوب يكويه فقط، وثلاثة ريالات عن الغسيل والكي، مؤكداً أن "غالبية الزبائن يفضلون الكي فقط، خصوصاً بعد انتشار أحاديث أن المغاسل تغسل الملابس بمياه غير ملائمة، وتستخدم أسوأ أنواع الصابون وأرخصها ثمناً". ويضيف أنه حاول أن يُفهم مالك المغسلة أن هذا الأمر يدفع الزبائن إلى البحث عن مغسلة أخرى خاصة أن هناك مغاسل عدة قريبه من مغسلته تقوم بكي الثياب بسعر ريال واحد، "إلا أن رب العمل رفض ذلك وأصر على المبلغ الذي حدده، رغم تأكيدي للمالك الضرر الذي يلحقه السعر بالمغسلة وندرة الزبائن وهروبهم إلى مغاسل أخرى".
ويستطرد: "أحاول جاهداً أن أكون مخلصاً في عملي وألا أخالف ما طلبه مني المالك، وأسعى إلى إرضائهم بكي سبعة أثواب بعشرة ريالات، إلا أن الزبائن نادراً ما يوافقون طالما أن هناك من يمنحهم سعرا أقل وفي الشارع نفسه"
فيما يؤكد إبراهيم العلي (مالك مغسلة)، إن سبب تدافع الزبائن وإقبالهم على مغسلته يعود إلى السعر المخفض الذي يقدمه لهم، موضحاً: "ليس من الذكاء أن ترفع السعر في ظل وجود منافسة شرسة بين المغاسل المجاورة له. هناك أكثر من مغسلة والكل يسعى إلى إرضاء الزبائن والاستئثار بهم".
وبسؤاله: لو كان هو الوحيد في الشارع هل سيرفع السعر؟ قال: "لا أحد يكره الربح وزيادة دخله المادي، إلا أن التجارة علمته أن المكسب القليل والمضمون أفضل من الربح الكبير والمنقطع قليل دائم ولا كثير منقطع، ولو كنت الوحيد في الشارع، فسأبقي على السعر نفسه. الزبون لن يجد سعرا أقل من الريال عن كي الثوب الواحد، وتالياً لن يبحث عن مغسلة أخرى طالما أنه وجد سعرا مناسباً".
بدوره، أوضح أبو راشد (عامل مغسلة)، أنه يفاوض الزبائن ويعمل كبقية التجار أو كما تفعل المحال الكبيرة، لافتاً إلى أن "الزبون الذي يأتي بثوب واحد فإنه يأخذ مقابله ريالين عن الكي، أما إذا كان العدد أكبر من ذلك فإنه يخفض السعر. فمثلا أربعة أثواب بخمسة ريالات أو ثوبين بثلاثة ريالات".
ويرى أن هذا الأمر حقق له كسب الزبائن ورضاهم، وإذا علم إن هناك من ينافسه فإنه لا يتمسك بقراره كون هذا الأمر سيجعله يخسر الزبائن، وبالتالي فإنه يجاري السوق ويتنازل عن السعر خصوصاً إذا واجهه الزبون بأن المغسلة الأخرى تأخذ ريالاً واحد عن الثوب الواحد.
يرى المواطن ناصر الغامدي أن هذا التنافس وقرب المغاسل من بعضها أمر يخدم المستهلك، مشيراً إلى أن البعض يفضل الكي والغسيل في غسالات معروفة تأخذ أكثر من خمسة ريالات عن الثوب الواحد، أما بالنسبة له فإنه يفضل أن يغسل الثوب في المنزل ويكويه بريال واحد.

