للعام الثاني على التوالي تدير "الاقتصادية" دفة السبق الصحافي الرصين والمسؤول في استقصاء المناخ الاقتصادي الوطني عبر قائمتها لأفضل بيئة عمل سعودية.
وقد كان لمنهج العمل هذا صداه في القائمة السابقة، إذ تلقت الصحيفة إشادات عديدة من شخصيات معتبرة سواء من كان منها مسؤولا في القطاع العام أو كان من رجال الأعمال أو سيداته في القطاع الخاص، وتعززت هذه الإشادات بالإقبال على طلب الإدراج ضمن قائمة عام 2008 التي بلغت 40 منشأة ربحية وغير ربحية تأهلت منها 20 للمنافسة.
أسفرت المنافسة كما أعلنته الصحيفة يوم الإثنين الماضي عن فوز شركة الزاهد للتراكتورات والمعدات الثقيلة بالصدارة, وجاءت بعدها على التوالي سيسكو سيستمز، أي بي بي العربية السعودية، كي بي إم جي، ثم مجموعة الطويرقي القابضة.
لقد سعى قطاع الأعمال في العالم إلى تعزيز القدرات الإنتاجية وتعظيم الاستثمارات وفقا لعديد من الاعتبارات الإنسانية والفنية، منها ما له علاقة بالمهارات وتطوير الكفاءات وفاعلية التدريب، فمنها ما يتعلق بالإدارة وعلاقات العمل وعلاقات الأفراد مع المنشأة ومع بعضهم بعضا، علاوة على الحوافز والامتيازات. وفي هذا احتلت بيئة العمل مركزا محوريا في تعميق انتماء العاملين في المنشأة إليها من ناحية, وتحقيق إنجازات نوعية جذابة في مجال الإنتاج من ناحية أخرى.
وحين تبادر "الاقتصادية" إلى الالتفات لهذا المحور الحيوي وإلى إعطائه أهمية خاصة عبر قائمتها لأفضل بيئة عمل سعودية، وتستجيب لها بحماس واع منشآتنا الوطنية، فذلكم يؤكد أن صناعة التقدم في بلادنا إجراء تطبيقي ناهض على الأرض، متجسد بالشكل والمضمون، مثلما هو حاضر في عقول ومخططات المعنيين بإدارة هذه المنشآت والإشراف عليها.
أبعد من هذا.. فالحرص على حجز مقعد مشرف في مجال العناية ببيئة العمل يسجل إسهاما فعليا في تحقيق دعائم صلبة لعمليات التنمية المستدامة, كما أنه يشكل تجذيرا لثقافة العمل والتوظيف الحقيقيين، ويختط مسارا لما ينبغي أن تكون عليه أي منشأة تعد نفسها للدخول إلى هذه السوق، ما يعني أن عليها الوفاء بهذا الشرط الحيوي وإلا فإن مستقبلها ميت حين ولادته.
وأخيرا.. لعل المنافسة في مجال أفضل بيئة عمل سعودية، بعدما تتوسع وتنتشر فوائدها الحميدة تأخذ منشآتنا إلى طور منافسات من نوع آخر، على مستوى الإنجاز، وحجم الاستثمار، وفي المقدمة تشغيل القوى الوطنية.. وربما فيما بعد المنافسة مع بيئات عمل إقليمية ودولية.. وحق لنا أن نحلم!!
