درب " أبا القد" .. مدخل الرياض الرئيسي في طي النسيان
درب " أبا القد" .. مدخل الرياض الرئيسي في طي النسيان
تغيرت الأحوال والظروف، ولم يعد درب "أبا القد" يشكل عائقا أو خطرا لعابريه بعد تعبيد الطرقات، فقبل 50 عاما كان هذا الطريق الوعر يعد مدخلا رئيسيا لمدينة الرياض من جهة الغرب وتحديدا جنوب غرب جبال طويق والمعروف بطريق القدية حاليا.
وكان طريق"أبا القد" من الطرق الجبلية الوعرة والتي يسلكها أهالي المزاحمية في السابق بالجمال والمعروفة بـ"الجماميل" أو عن طريق السير بالأقدام، من أجل بيع محاصيلهم الزراعية أو شراء الزاد من مدينة الرياض.
ويعود تاريخ درب "أبا القد" لمئات السنين والذي استخدمه أهالي المزاحمية طريقا يسلكونه أثناء ذهابهم أو عودتهم من الرياض لغرض التجارة، حيث كان يشكل خطرا على عابريه لصعوبة العبور منه بسبب ارتفاعه الشاهق والبالغ قرابة الكيلومتر، كما أن ضيق مساحته التي لا تتسع إلا لشخص أو جمل كان سببا في صعوبة السير فيه خوفا من سقوط دابتهم والتي يتم ربطها بـ"المكع" حيث يتم ربط الناقة مع رقبتها أثناء الطلوع، أما في النزول فيتم ربطها من الخلف حتى لا تسقط الناقة ذاتها أو تسقط حمولتها.
"الاقتصادية" تجولت في الموقع الذي أصبح مقصدا لكثير من السكان والأهالي لمشاهدة عبور القوافل والجمال في السابق ومدى خطورة السير فيه، حيث تحدث المواطن عبد الله السبيعي ذو الـ70 عاما قائلا "طريق أبا القد يعد المدخل الرئيسي والوحيد لمدينة الرياض من جهة الغرب في ذلك الوقت، مبينا أن الطريق تم رصفه بالحجارة بشكل منظم بهدف تأمين نزول وصعود الجمال لوجود عدد من المنحدرات الخطيرة والشاهقة، كما تم وضع الرتج" الحجر الكبير" في الملفات الصعبة والتي تقارب الـ30 لفة بارتفاع مترين لمنع سقوط الجمال، وأشار السبيعي إلى أن الطريق يوجد فيه عدد من الاستراحات في وسطه وذلك لإراحة الجمال أثناء الصعود أو النزول لشدة ارتفاعه، والذي يبلغ قرابة الكيلومتر ، كما أنه يوجد مسجدان أحدهما في أسفل الطريق والآخر في أعلاه، مشيرا إلى أن الطريق ذو اتجاه واحد ولا يمكن عبور شخصين أو جملين في وقت واحد، مبينا أنه أثناء وجود شخصين في آن واحد يتوقف أحدهما في الاستراحات المخصصة وذلك من خلال مشاهدة الشخص القادم من الأعلى، مبينا أن أهالي المزاحمية كانوا يحملون بضائعهم من أخشاب وثمام وحمض وعاذر وسبط ليتم بيعها في الرياض، وفي المقابل يقومون بشراء بعض الحاجيات مثل الطحين والتمر، مضيفا أن الفترة الزمنية التي يستغرقها الجمل حتى يبلغ القمة تقارب الساعة الكاملة.