"مقاهي الشيشة" من أماكن لـ "التسلية" إلى فصول للمذاكرة
إذا كان هناك مكان ينجذب إليه الشباب كثيراً فليس غير "مقاهي الشيشة"، لكن يبدو أن هذه المقاهي ستتحول مع الوقت إلى أماكن معتادة لـ "المذاكرة"، فإذا كان حمل الكتاب في المقهى أمراً لافتاً الآن فمع مرور الوقت سيصبح معتاداً.
يقول سالم محمد: "البدائل قليلة للشباب, فعدم وجود أماكن أخرى للجلوس دفعني للتوجه إلى المقهى"، مشيراً إلى أن الشيشة ليست بحد ذاتها هي التي سببت ازدحام الشباب على المقاهي بل الذي سبب في ذلك الفراغ وعدم وجود البديل.
ويرى خالد الحازمي أن الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من مرتادي المقاهي يبحثون عن أماكن تتيح لهم الالتقاء وسط أجواءٍ توفر لهم كل ما يحتاجون إليه من وسائل الترفيه كالتلفاز والسوني بلاي ستيشن.
#2#
ويؤكد إبراهيم الهاجري أن أكثر شيء دفعه للذهاب إلى المقهى هو المباريات فجميع المقاهي لديها اشتراكات في القنوات التي تعرض الدوري الإسباني والإنجليزي والإيطالي والسعودي، إضافة إلى دوري أبطال العرب فهي توفر خدمة المشاهدة المجانية مقابل الطلب إما كوب شاي أو عصير أو معسل فلو منعوا هذه المقاهي من الاشتراك في تلك القنوات سيخف عدد كبير من مرتادي المقاهي.
ويبرر سالم الحربي سبب ذهابه إلى المقهى أن أصحابه لا يقبلون الاجتماع إلا في المقاهي، مشيراً إلى أنه لا يدخن الشيشة، مضيفاً: "كثير من الذين يندفعون إلى المقاهي للقاء الزملاء والترويح عن النفس ومشاهدة التلفاز بما فيها الاستمتاع بمشاهدة المباريات، فهم لا يدخنون الشيشة إنما ذهابهم لتوافر العوامل والأجواء".
ويرى عمر العيد أنه لو وجدت بدائل تسقطب الشباب لخف هذا الإقبال الكبير على المقاهي، مستطرداً: "سيكون المقهى خياري الأول إذا لم أجد خيارات أخرى لأنني أبحث عن قضاء وقت فراغي بالكيفية التي تناسبني".
من جهته، يؤكد حمدي يوسف مدير مقهى في الرياض إلى أن نسبة مرتادي المقاهي من الشباب تشكل نحو 85 في المائة، وأن الرقم سيتضاعف نتيجة الإقبال المتزايد من الشباب. ويلفت إلى أن "أحدهم يأتي للمقهى مرتين إلى ثلاث مرّات يومياً فالشباب يجتمعون في فترة الظهر إذا فرغوا من محاضراتهم أو كان لديهم فترة راحة بين المحاضرات رأيت بعضهم يذاكر دروسه ويناقش أصحابه في مسائل لم يسعه فهمها من الأستاذ".
واستغرب أن يصبح المقهى مكاناً للمذاكرة أو المراجعة قبل الاختبار حيث يقول: أنا كنت طالباً في الجامعة وأستغرب من قول الشباب ذلك, لا يمكن أن يكون المقهى أو الشيشة معينا على المذاكرة فجو المقاهي لا يساعد أبداً على التركيز في المذاكرة لكثرة الحركة وتعالي أصوات الشباب والتلفاز ويشير إلى أن كثيراً ممن هم تحت 18 عاماً يريدون الدخول إلى المقهى وشرب المعسل خصوصاً في وقت المباريات التي تشهد ازدحاماً كبيراً من الشباب إلا أنه يرفض دخولهم لأن النظام يمنع دخول من هم تحت 18 عاماً.
يذكر أن كثيرا من الأطباء حذروا من تدخين الشيشة لما من لها أضرار كبيرة على جسم الإنسان وبحسب الأطباء فإن مدخني الشيشة أكثر عرضة لأمراض القلب والرئتين وسرطان الفم وتشير دراسة حديثة إلى أن الشيشة قد تسبب أيضا مرض السل الرئوي لقيام أكثر من مدخن بالتناوب على الشيشة نفسها.