قصة الناسك
تزعم الرواية أن ابن آوى صادق ثوراً جميلاً ثم عرفه على ملك الغابة الأسد فأعجب الأخير به وقربه ودلله وأصبح موضع سره فغاظ ذلك ابن آوى فرجع إلى أخيه فقص عليه ماحدث قال إنك تشبه قصة الناسك مع اللص، قال وكيف ذلك؟ قال زعموا أن ملكاً قرَّب إليه ناسكا صالحا ثم أهداه ثوباً ثميناً نال إعجاب لص يراقب الموقف عن كثب، فجاء إليه فقال لقد بلغني نبأ صلاحك وإنني معاشرك وأتتلمذ على يديك فأنهل من معين فضلك وعلمك، قال حسناً يابني، حتى إذا أمن له الناسك عمد إلى الثوب فسرقه فلما كشف الناسك ذلك لحقه فمر بأجمة فرأى وعلين يتناطحان قد نزفا ما فيه الكفاية، وإذا بثعلب قادم شم رائحة الدم فاقترب منهما وبدأ يلعق مكان الدم فما كان من الوعلين إلا أن التفتا إليه فطعناه بقرونهما فقتلاه، فتعجب الناسك من تتابع الأحداث. ثم دخل الناسك قرية استضافته امرأة عجوز عندها جارية تعمل بالأجرة وكانت الفتاة متعلقة القلب بشاب تريد الزواج منه ولكن العجوز تحول دون ذلك. وفي ليلة رحبت العجوز بالشاب وأطعمته لما فوق الشبع ودست له في الطعام ما خدرته ثم لاحظ الناسك أنها عمدت إلى عود من قصب قد حقنته بسم ينفخ في الأنف فيموت صاحبه ولايعرف أحد. كانت الشريرة تريد قتل الشاب. ولكن الذي حدث أنها عندما نفخت عطس الشاب عطسة قوية ردت السم إلى حلق العجوز فتسممت فماتت. فلملم الناسك أغراضه وهرب لا يصدق ما ترى عيناه. ودخل في ضيافة امرأة عندها مشكلة أعقد بين ابنتها وزوجها فالفتاة تريد شاباً تحبه والأب يرفض ذلك ولا يطيقه. قال الزوج إنني ذاهب أقضي الليلة مع أصحابي، فهرعت الزوجة إلى امرأة الحجام وهو الحلاق وكانت وسيطة بينهم فقالت: ادع الشاب إلينا نتحدث معه حول الزواج فذهبت وتأخرت بعض الشيء فرجع الزوج واجتمع على الباب مع شاب ينتظر فرابه أمره فدخل البيت في سورة غضب فأوثق زوجته إلى عمود وانهال عليها ضرباً باليمين ثم لما تعب قام فنام فجاءت أثناء هذا امرأة الحجام فرأت صاحبتها موثوقة إلى اسطوانة فهمست في أذنها ما الخبر فحكت لها غضب زوجها، قالت قد أحضرت الشاب قالت لها هلا أخذت موضعي فقيدتك على العمود وقمت أنا إلى الشاب فحدثته بما جرى ففعلت. عندها استيقظ الزوج يريد حاجة فنادى على زوجته فلم تجب فغضب بأشد من الأول فعمد إلى شفرة في ظلام الليل فجدع أنف زوجة الحجام الموثوقة وهو يظنها زوجته. فلما رجعت زوجته فكتها ثم بدأت في الصراخ على زوجها أنها دعت الله أن ينقذها من ظلمه فاستجاب لها فرد لها أنفها الجميل. أثناء هذا كان الحجام يطلب عدته من الزوجة فلم تحضر له سوى الموسى فلما اشتد بالطلب فلم تجب رماها بالسكين فولولت أن أنفها قطع واجتمع الناس وساقوهما إلى القاضي.
وقف الناسك متدخلاً فقال أيها القاضي لا الثوب سرقه اللص. ولا الثعلب قتله الوعلان. ولا السم قتل المرأة. ولا الحجام قطع أنف زوجته. وكل ماحصل هو مافعلته أيدينا. قلتم أنى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم.