أمام ذلك، أوصت اللجنة المالية في مجلس الشورى ضمن توصياتها بشأن التقريرين السنويين لصندوق التنمية العقارية للعامين الماليين 1426/1427هـ و1427/1428هـ، بدراسة وضع آلية للتعاون بين صندوق التنمية العقارية والمؤسسات المالية التجارية لمنح تمويل إضافي لمن يرغب من مقترضي صندوق التنمية العقارية تحقيقا لمصلحة المقترض والصندوق والمؤسسات المالية التجارية. وبررت اللجنة هذه التوصية بأن المقترض من صندوق التنمية العقارية في الوقت الراهن يقوم برهن أرضه للصندوق نظير قيمة القرض المقدم له، والذي أصبح لا يفي إلا بنسبة محدودة من تكاليف البناء، ما جعل المقترض يبحث عن تمويل إضافي، وعند عدم الحصول على التمويل المطلوب يضطر إما إلى ترك هذا القرض وإما الالتفاف على النظام وبيعه لشخص آخر، كما أن قيمة الأرض اليوم تتجاوز مبلغ القرض بكثير، ناهيك عن سعر المنزل بعد بنائه، ولهذا فإن الأمر يتطلب قيام صندوق التنمية العقارية بدراسة إمكانية التعاون مع المؤسسات المالية بتمويل من يرغب من مقترضي الصندوق بمبلغ إضافي يساعده على بناء منزله ويساعد على تسهيل حصول المقترض إذا رغب على تمويل إضافي، كما يخلق فرصا استثمارية جديدة للمؤسسات المالية.
كما أكدت اللجنة ضرورة تحديث نظام صندوق التنمية العقارية بما ينسجم مع نظام الهيئة العامة للإسكان والأنظمة ذات العلاقة. وبررت اللجنة توصيتها بأن نظام صندوق التنمية العقارية صدر بناء على المرسوم الملكي بتاريخ 11/6/1394هـ وبدأ نشاطه عام 1395/1396هـ، أي منذ ما يقارب من 35 عاما، وقد قام بجهود كبيرة للإسهام في حل مشكلة الإسكان من خلال تقديم آلاف القروض العقارية للاستعمال الخاص والتجاري، وقد واجه خلال مسيرته عديداً من التحديات المتمثلة في زيادة الطلب على القروض العقارية وتآكل جزء من رأسماله نتيجة عدم تسديد عديد من المواطنين للأقساط المستحقة عليهم حتى يتمكن الصندوق من إعادة تدويرها إلى مواطنين آخرين على قائمة الانتظار، وقد بلغت هذه المبالغ نحو 37 مليار ريال، ويرجع المسؤولون في الصندوق ذلك إلى الأسلوب المتبع في أخذ الضمانات على القروض بسبب نظام الصندوق الحالي.
ووفقا للجنة فإن الصندوق أيضا لم يتمكن من الحصول على كامل رأسماله المصرح به والمقدر بنحو 91.8 مليار ريال، بينما رأس المال المدفوع 86.3 مليار ريال مما أعاق الصندوق عن زيادة القروض المقدمة للمواطنين، كما أن نظام الصندوق الحالي لا يساعده على تطوير آلياته لاستثمار موارده والمحافظة على موظفيه المميزين واستقطاب الكفاءات الفنية التي يحتاج إليها. كذلك حدث بعض التطورات والتغيرات على مستوى الأنظمة العقارية وعلى مستوى أجهزة الإسكان كإصدار تنظيم الهيئة العامة للإسكان وإنشاء بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية للإسكان، كما يتوقع صدور أنظمة الرهن العقاري قريبا.
ودعت اللجنة ضمن توصياتها أيضا إلى رفع رأسمال صندوق التنمية العقارية المدفوع ليصبح 200 ألف مليون ريال. وبررت اللجنة هذه التوصية إلى أن صندوق التنمية العقارية منذ بدء نشاطه وحتى نهاية العام المالي 1427/1428هـ قدم 530.328 قرضا بقيمة إجمالية بلغت 141.061 مليار ريال، وبالرغم من ذلك فمازال هناك أكثر من 504.899 قرضا على قائمة الانتظار تبلغ قيمتها التقديرية نحو 131.8 مليار ريال، كما مول الصندوق خلال العام المالي 1427/1428هـ نحو 18329 طلبا، أي ما نسبته 4 في المائة من إجمالي عدد الطلبات المتراكمة والموجودة على قائمة الانتظار، ما يعني أن الصندوق برأسماله الحالي يحتاج إلى نحو 28 عاما لتمويل الطلبات المتراكمة، مع افتراض استمرار الحكومة في تخصيص مبلغ في ميزانية الصندوق لتعويض الصندوق عن جزء من مبالغ الخصم والإعفاء وقيام جميع المقترضين بدفع قيمة القروض المستحقة عليهم.
فيما جاءت توصية اللجنة الأخيرة في زيادة مبلغ القرض العقاري إلى 500 ألف ريال لمواجهة تكاليف البناء المرتفعة. وبررت اللجنة هذه التوصية
بأن نظام صندوق التنمية العقارية حدد قيمة القرض بمبلغ 300 ألف ريال كحد أعلى، حيث إن الحد الأعلى للمسطحات التي يحسب القرض على أساسها هي 350 مترا مربعا، وقد كان ذلك عند إنشاء الصندوق، وبالرغم من مرور نحو 35 سنة، إلا أن مبلغ القرض استمر على ما هو عليه بالرغم من أن الظروف التي على أساسها حددت قيمة القرض لا تتناسب والوضع الحالي نتيجة الزيادة الحادة والمستمرة في أسعار مواد البناء والأيدي العاملة، وهذا مؤشر مهم على ضرورة زيادة قيمة القرض المقدم للمواطنين ليكون 500 ألف ريال ليتواكب ولو بصورة جزئية مع زيادة تكاليف البناء وغلاء المساكن.