تحضر وزارة الصحة لإطلاق برنامجها الوطني الطموح، الذي يهدف إلى التحكم التام في مرض الربو في السعودية بحلول عام 2020م. واتخذت لأجل هذا الموضوع إجراءات معمقة ومبنية على أسس علمية مدروسة، وبالاستناد إلى واقع خبرات وتجارب دولية، في سبيل الوصول إلى تحقيق النجاح الكامل لجميع مراحل هذا المشروع الصحي منذ خطواته الأولى وحتى تمام إنجازه في وقته المحدد. أقدمت وزارة الصحة على هذه الخطوة المهمة في الوقت المناسب لأن مرض الربو آخذ في الانتشار يوماً بعد يوم على صعيد العالم. ووفقاً لإحصاءات حديثة فإن 300 مليون شخص حول العالم يعانون من هذا المرض، ويزداد انتشاره بمعدل 50 في المائة مع مضي كل عقد من الزمن. وأصبح هذا المرض بحسب مصادر صحية مشكلة حقيقية تهدد صحة الأفراد في العالم، إذ إن جميع الفئات العمرية بلا استثناء معرضة للإصابة بمرض الربو، وفي حال عدم السيطرة الكاملة عليه فإنه يعوق المريض عن ممارسة حياته الطبيعية، ويحول بينه وبين مزاولة عديد من أنشطته اليومية، بل من الممكن أن يتطور لمراحل خطرة على حياة المريض قد تؤدي إلى وفاته، لا قدر الله. وقد بنت الوزارة الحاجة إلى هذا البرنامج الوطني على ضوء نتائج لدراسة ميدانية شملت عدة مناطق في السعودية وأفصحت عن مضامينها حديثاً، حيث تبيّن أن 68 في المائة من المصابين بالربو يعانون سوء التحكم في المرض، إضافة إلى أن أقسام الطوارئ في المستشفيات السعودية سجلت نسبة 80 في المائة من جملة ما تم استقبالهم من إصابات الأطفال بسبب أزمات الربو خلال عام 2005م.

وألمحت الدراسة إلى التأثيرات الاقتصادية غير المباشرة للربو، حيث قدرت أن تكاليفها ترفع العبء الاقتصادي لهذا المرض في السعودية إلى الضعف، أو ما مجموعه ثلاثة مليارات ريال. وخلصت نتائج الدراسة إلى التوصية بأهمية تنفيذ برنامج شامل للنهوض بأنشطة التحكم في الربو للحد من آثاره السلبية. من البشائر الباعثة للأمل عند كل فرد يعاني مرض الربو في المجتمع السعودي، تلك العزيمة الصادقة لدى وزارة الصحة لحشد الجهود للبدء في هذا المشروع، الذي ينتظر أن تعلن خطواته التنفيذية قريباً والطرق الملائمة للحد من آثاره السلبية لكل من الفرد والمجتمع، حيث تشمل التوعية جميع شرائح المجتمع في قطاعات التربية والتعليم، القطاعات الصحية، القطاعات الحكومية والأهلية، والعاملين في المواقع الإنتاجية المختلفة، وكذلك الأسر في منازلهم. ويكون من خلال برامج مكثفة وموسعة تشرف عليها وزارة الصحة وتقدم عبر المراكز الصحية، المدارس، الملتقيات والندوات الصحية، ومن خلال المواضيع والمحتويات التفاعلية في موقع البرنامج على شبكة الإنترنت. كما يستخدم في هذه البرنامج كل وسائل الاتصال المباشرة وغير المباشرة للتواصل مع الجميع بالشكل المناسب والأفضل، لغرض تحقيق الأهداف المنشودة من قبل الوزارة لهذا البرنامج الوطني الصحي المهم. يحمل البرنامج في مساره التنفيذي مساعي مباركة تخفف من عناء مرضى الربو وذويهم، إذ أكد الدكتور حمد المانع وزير الصحة أن البرنامج يشتمل على خطة تستهدف فتح 40 عيادة متخصصة في مرض الربو، وأنها ستفتتح تباعاً في مستشفيات وزارة الصحة إلى نهاية عام 2009. وأشار إلى أن هذا النوع من العيادات المتخصصة مع مركز معلومات الربو الذي تعتزم الوزارة افتتاحه قريباً، يمثلان منظومة متكاملة للتحكم التام في مرض الربو، من خلال تقديم الخدمات الإرشادية والوقائية، إضافة إلى الخدمات الطبية. لا شك أن الفئة التي يستهدفها هذا البرنامج الوطني وكل المجتمع يترقبون لتتسارع الخطى من قبل وزارة الصحة، وعلى أمل أن يتم تنفيذه في أقرب وقت ممكن، وبتضافر الجهود مع أبناء الوطن المخلصين يصبح المجال متاحاً ـ بعون الله ـ للتحكم في مرض الربو قبل 2020.