العملية نجحت .. ولكن المريض مات!

من أدبيات مهنة الطب ما يقال إن العملية نجحت ولكن المريض مات .. كيف؟!
يقول الأطباء إن السبب هو التمريض .. فالتمريض لا يقل أهمية عن العلاج .. والممرضة أحياناً أهم من الطبيب .. والممرضة المتمرسة هي التي تعطي تعليمات للطبيب .. وفي غرفة العمليات فإن الممرضات المساعدات هن من يدرن العملية من الألف إلى الياء.
التمريض إذن مهنة خطيرة يتأهل لها الممرض والممرضة بعد دراسة طويلة وبعد مران شاق، وبعد اختبارات متعددة .. فليس بالطبيب ولا الدواء يشفى المريض، فهناك ما بعد العملية الجراحية .. تماماً كما نقول خدمة ما بعد البيع في تجارة السيارات وخدمة ما بعد البيع في الطب يقوم بها الممرض أو الممرضة .. وفي "السعودية" نواجه الآن مشكلة خطيرة .. هي النقص الحاد في عدد الممرضين والممرضات وتقول الدكتورة "صباح أبو زنادة" رئيسة المجلس العلمي التمريضي في الهيئة السعودية للتخصصات الطبية إن قطاع التمريض في المملكة في خطر وهو تصريح خطير ومهم يجب ألا يمر علينا ونسكت أو نتجاهل .. بل يجب الوقوف ومعرفة الأسباب وكيفية العلاج.
ولعل أهم هذه الأسباب .. يعود لضعف المعايير التي يتم تطبيقها في هذا القطاع، وافتقاره إلى القيادات المؤهلة في صُنع القرار، مما أسهم في تأخر مهنة التمريض .. ويكفي أن نعلم أن ما يتم تقديمه من الخدمات الصحية حاليا لا يتجاوز 70 في المائة فقط من الحاجة الفعلية.
أما عن الحلول المقترحة لعلاج هذه المشكلة فتتلخص فيما طالبت به الدكتورة "أبو زنادة" بضرورة إنشاء هيئة مستقلة للتمريض على غرار الهيئة الملكية للتمريض في المملكة المتحدة، مشيرة إلى عدم وجود ثلاث مؤسسات مسؤولة عن التمريض في وزارة الصحة، والقوات المسلحة، وقوات الأمن والحرس الوطني .. إلا أن كل مؤسسة تعمل على حدة ولا يوجد بينها أي تعاون .. ولابد من لم شمل هذا القطاع ووجود شخص قيادي ذي خبرة وتأهيل لإدارته .. والمرأة السعودية أصبحت ذات خبرة وكفاءة .. وتمتلك شهادات عليا تمكنها من تبوؤ هذا المنصب .. ولكن وزارة الصحة وللأسف ما زالت ترفض استحداث منصب وكيل وزارة للتمريض بالرغم من إقرار هذا الأمر في مؤتمر العرب عام 2000، حيث اشترط فيمن تقلد هذا المنصب أن يكون حامله حاصلاً على شهادة الدكتوراة في هذا التخصص وهو مقصور على النساء .. وبالتالي فلابد أن تكون صاحبته سيدة ومن هنا كان الاعتراض عليه.
إننا نتقدم والمملكة تسير بخطى واثقة في خطى التغيير .. وقد كانت وزارة التعليم العالي السباقة في اختيار وكيل وزارة امرأة .. فلماذا تصر وزارة الصحة على موقفها بعدم تعيين امرأة في هذا المنصب؟
نؤيد وبشدة قرار وزراء الصحة العرب .. ونطالب بتفعيل هذا القرار وأن تتولى هذا المنصب امرأة .. أم أن السيد وكيل الوزارة يخشى النساء؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي