إخلاء المرضى .. أكثر من سؤال؟

لأناس كثيرين يمثل نقل مريض من مستشفى في المناطق إلى الرياض أو جدة مهمة في غاية الصعوبة إن لم تكن أحيانا مستحيلة، بل إنها تدفع الأشخاص إلى بث المناشدات هنا وهناك على أمل النقل الذي ربما تسبقه المنية خاصة لمصابي الحوادث المرورية التي تدور رحاها في شوارعنا. أشخاص كثيرون تتقطع بهم السبل وهم يبحثون عن وسيلة لنقل مرضاهم بحثا عن الأمل المفقود وفي سباق مع الوقت والموت معا، فضلا عن وجود خطل كبير في قضية الحصول على سرير في المستشفيات، والنقل عبر طائرات الإخلاء الطبي التي تنقل المرضى فورا في حال توافر السرير في المستشفيات وفق موافقة خطية.
المشكلة التي تواجه أهل المريض عندما يطلب الطبيب المعالج سرعة نقل المريض على سبيل التعاطف مع الحالة، ويحث أهله على العمل بجدية لذلك في الوقت الذي لا يملكون وسيلة إلا البحث عن نشر خبر في هذه الصحيفة أو تلك.
ليس من المعقول نقل كافة المرضى إلى الرياض أو جدة، ذلك مستحيل، لكن نعرف أيضا مستوى خدمات مستشفيات وزارة الصحة، حيث تفتقر بعض المناطق إلى استشاريين في تخصصات نادرة ومطلوبة مثل المخ والأعصاب علما أن ذلك (وجود الأطباء) حجر الزاوية في علاج مصابي الحوادث، ويمكن أن يكون ذلك مبررا قويا لنقل المريض فورا ولا شك.
وليس سرا أن نقل المرضى يعود أحيانا إلى قدرة هذا الشخص أو ذاك إلى "المداحم" أو "المزاحم" - كما يقال للوصول إلى الهدف، بعد أن يقطع شوطا كبيرا بين مختلف المستشفيات.
إن سارت الأمور طبيعيا فإن الشخص يحتاج إلى عدة أيام إن لم تكن أسابيع، فأولا يتقدم إلى إمارة المنطقة لاستخراج تقرير طبي للمريض رغم أن من حق المريض الحصول على التقرير دون هذا الشرط، ثم إن عليه أن يبحث بنفسه عن "سرير" في المستشفيات الكبيرة في الرياض أو جدة، وهذه تعتمد أحيانا على المعرفة أو "الواسطة" وتحتاج غالبا لعدة أيام، وعندما يقرر المستشفى قبول الحالة يطلب تقريرا جديدا يأخذ بالاعتبار تطورات الحالة، وأحيانا يطلب إعادة التقرير باللغة الإنجليزية في الوقت الذي يصل إلى الإمارة باللغة العربية، قبل أن يحال الأمر أخيرا إلى الإخلاء الطبي للنقل، وفي كل الإجراءات السابقة يجب على ولي المريض أن يتابعها أولا بأولا هاتفيا أو من خلال أشخاص آخرين مباشرين.
أتساءل: ألا يمكن إصدار نظام يوضح الحالات التي تنقل أو التي لها الحق في الحصول على نقل إلى المستشفيات الكبيرة، أليس عدم وجود إخصائي أو استشاري للحالة في المنطقة مبررا كافيا لنقل الحالة من قبل وزارة الصحة، لماذا يحتاج كل مريض إلى هذه العملية الطويلة والملتبسة للحصول على حق كفلته له الدولة كإنسان؟
أيضا أتساءل: كم الحالات التي ماتت دون أن تتمكن من النقل والحصول على سبب البقاء على قيد الحياة بأمر الله؟ لماذا تناط العملية بولي أمر المريض، لماذا لا يكون ذلك من صميم عمل وزارة الصحة؟ ومن ليس له قريب ماذا يحدث له؟
أليس من الغريب أن يجول ولي أمر المريض بين مستشفيات وزارة واحدة للحصول على معلومة أو موافقة للقبول، ليعيدها إلى مستشفاه الأصلي؟
أسئلة كثيرة نطرحها على المعنيين في وزارة الصحة .. فما هم قائلون؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي