أخلاق الإسلام
الإسلام دين الأخلاق والمثل العليا والقيم النبيلة, انظر عزيزي القارئ ماذا قال الإسلام في رسول الإسلام (وإنك لعلى خلق عظيم) وانظر ماذا قال رسول الإسلام في أمة الإسلام (إن أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون) ما أجملها من عبارات حينما نقف عندها, فالخلق دين يبعث النفس البشرية على فعل الجميل وترك القبيح ولقد ذكرت لنا السنة النبوية المطهرة أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن سباباً ولا شتاماً ولا لعاناً وكان لا ينتقم لنفسه قط وإنما كان يغضب لله تعالى إذا انتهكت محارمه.
والإسلام بأخلاقه الطاهرة وقيمه العلية الندية يضرب لنا أروع وأنصع وأنبل المواقف الجلية التي تحبب إلى النفس البشرية حب الإسلام وأهله وترك الكفر وأهله.
انظر عزيزي القارئ إلى هذا الموقف النبيل والأثر العظيم من أمير المؤمنين علي ـ رضي الله عنه ـ مع خصمه اليهودي وقد وقفا أمام قاضي المسلمين في ذلك الوقت وفي خلافة أمير المؤمنين نفسه فقال تعال يا أمير المؤمنين فغضب على القاضين وقال له لست للمؤمنين بأمير مادمت في مجلس القضاء, فتعجب ذلك اليهودي من فعل علي ـ رضي الله عنه ـ فقال القاضي لتجلس يا علي ويقوم اليهودي فغضب علي ـ رضي الله عنه ـ وقال من العدل أن نقف جميعاً أمام القضاء فتعجب اليهودي من الثانية وقال يا علي هل لك من شاهد فقال ولدي الحسن فقال القاضي لا تقبل شهادة الولد لأبيه, فحكم بالدرع لليهودي فتعجب اليهودي من هذا الفعل, والدرع درع أمير المؤمنين, عندها شهد شهادة الحق وأسلم وقال نعم الدرع درعك يا أمير المؤمنين, فقال له قد وهبتك إياها. بهذه الأخلاق النبيلة أسلم اليهودي وأسلم غيره حينما ضرب المسلمون السابقون أروع وأنصح الصفحات في تمثيل الإسلام تمثيلاً واقعياً وحينا نقف أمام هذه الحادثة ونقلب الطرف فيها نتساءل: من هو علي بن أبي طالب وما مركزه الاجتماعي؟ وننظر إلى اليهودي من هو وما مركزه الاجتماعي؟ وقارن عزيزي القارئ تجد أمير المؤمنين في وقته وعصره وقد ملك الدنيا يقف مع اليهودي وهو غير مسلم, فما بالنا نحن المسلمين بعضنا مع بعض كيف تسوء أخلاقنا وقد تكون على أشياء تافهة يحار الناظر فيها فلا يجد لها مخرجاً إلا بعدنا عن أخلاق الإسلام وقيمه العلية.
وانظر عزيزي القارئ ولعل الدهشة قد أثرت فيك كما تأثرت بها شخصيا فهذان خصمان يتنافسان على كرسي الرئاسة ويفوز أحدهما ويأتي الآخر ليهنئه وهذا ما حصل في أمريكا (الولايات المتحدة الأمريكية) وقل لي بربك لو كان هؤلاء مسلمين ومطبقين للإسلام كيف سيكون حال الأمة وقل لي بربك لو أن العمالة بجميع فئاتها وشرائحها المختلفة لمست في كثير من المسلمين أخلاق الإسلام لما وجد بين ظهرانينا مشرك أو كافر, وقل لي بربك هل الإسلام طقوس نرددها كل يوم فقط من دون أن نمثل الإسلام بجوهره وأخلاقه النبيلة والسامية.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا