عزيزي المتصفح : السيرفر "زحمة".. بدر بن عبد المحسن هنا!

عزيزي المتصفح : السيرفر "زحمة".. بدر بن عبد المحسن هنا!

لا أعرف حتى هذه اللحظة إحصائية محددة لعدد صفحات الشعر في الإنترنت، المعلومة المؤكدة لدي فقط أن متصفحا واحدا قرر أن يكون أجملها على الإطلاق على مدى عشرة أيام، ليس ذلك فقط بل كان الأكثر استقطابا للمتصفحين من المواقع المتخصصة في الشعر المحكي حيث زادت نسبة التصفح خلال يوم فقط أكثر من 300 في المائة، لم لا وأنت ستكون في لقاء مباشر مع الأمير بدر بن عبد المحسن؟ موقع "شعبيات" الإلكتروني الذي يحوي منتدى خاصا بمحبي الشعر العامي والفصيح والفنون الأدبية بشكل عام، قدم تظاهرته النوعية على مستوى الأدب الإلكتروني، واختتمها قبل أيام فقط، كان الأمر أشبه بحلم جميل ما لبث أن تحول إلى حقيقة أجمل، البدر يظهر عادة ليلة او ليلتين في الشهر لكنه ظهر هناك في عشرة ايام تساوي ألف ليلة وليلة، جاء يختصر أغنيات الزمن الجميل ويقطع المسافة بين الأماني والمعاني سيرا على الأقلام، وهكذا هو البدر حين يطل فتصبح الصفحات سماء، وتستحيل مواسم البوح ربيعا لا يستوعب حجم السحر الأخاذ في مجرد التفكير في أن ما يفعله عشاق الشاعر المفكر يلقونه بعد طول غياب. بدر بن عبد المحسن، الظاهرة الجمالية، والنص الذي أعاد تشكيل وعي الشعر بنفسه، القصيدة التي أثبتت أن الكتابة بحبر النجوم ليس أمرا مستحيلا جدا، يعود ضمن لقاء رقمي مشرق بالحميمية ومورق بالشاعرية ومغرق في غيبوبة الحب الذي رسمه البدر لوحة هائلة الروعة في قلوب محبيه ، وهندسه على نحو يجعل الشعر يتحول منطقيا إلى حياة، الشعر نفسه، ذلك يولد في الحرف وينشأ في حضن المعنى فيتعلم الإبداع منذ نعومة إحساسه ويتربى على العبقرية قبل أن يقول بحماس "قصيدة للأمير بدر بن عبد المحسن" حينما يتعلم المشي على أطراف أحلامه ويسأله الواقع حينها "ماذا تتمنى أن تصبح حينما تكبر؟؟" البدر.. المعنى الذي يكتمل في ليلة "هيامه"، فلا يكون صعبا على المواويل أن تتحرى رؤيته فيما تهمس له غيمة ما "خل الكواكب من سنا نورك تغار!" الحوار الإلكتروني مغاير ومشوق كأسطورة، شجي كأغنية، صادق ومختلف جدا كقصيدة للبدر، لا يبدو الأمر معتادا لكنه جميل على نحو لا يمكن تخيله بقدر ما يجدر تأمله ليس إلا! المتواجدون الآن.. بدر بن عبد المحسن.. البحث عن مشاركات بدر..آخر تواجد.. تراودك رغبة أن تكتب بجانبها "قبل ولادة شمس الشعر المحكي الحديث بأكثر من نور"، الاسم المهيب في ذوائقنا وتاريخنا الأدبي قريب بشكل أكثر من أي وقت وعلى بعد ضغطة زر فقط، الجميع يحاول أن يضع اسمه فحسب، البعض لم يجد تعبيرا لائقا بعظمة الحدث ففضل أن يبقى صامتا من باب أن الصمت في حرم الجمال جمال، البعض استقرأ لوحات البدر وملامحها، البعض تخيل نصوص البدر في صوره الفوتوغرافية، ثمة من كتب قصائد دون أن يدري، وثمة من انثالت محبته حميمية بالغة التأثير والتأثر لم تلبث حتى تلبستها مفردات النداء وهي تقبل يد القامة التي ربت ذائقتها وتناديها "والدي"! كان الجميع في كنفه أبناء وتلاميذ ومحبين وأسماء تؤمن أنها في أكثر حالاتها مهابة على الإنترنت ، الشعراء والشاعرات يكتبون بلغة مغايرة هذه المرة، قرروا أن يتصدوا لمهمة الكتابة في حضرة مهندس الكتابة فلم تخذلهم تعابيرهم ولم يتركهم حبهم لشاعرهم الأجمل. مازال البدر كما هو في ذلك الحوار الحلم، ما زال راعياً لسعادة أبنائه وعشاقه ومسؤولا عن تلك السعادة ، مازال يكتب بروح جميلة ويتعامل بأناقة أخاذة، ما زال يثري القلوب التي أمطرها بحبه تزامنا مع غيم الرياض الذي باح بحبه لها، البدر يتحدث شعرا حتى وهو يرد على سؤال أو آخر. لا أحد يفلسف الجمال على النحو سواه ، وليس في السماء سوى بدر واحد يملك القدرة على أن يملأ الأرض المشتاقة بعبارات على نحو "قصائدي لي عندما أكون وحدي لها، و لغيري عندما يحمل همها غيري، إلى من يحمل هم قصائدي "كثيره حب" أنت أحق بها مني ما لم يهن عليك همها"، أو يقول للشاعر الشاب بندر المحيا: "هذه فرصة لأهمس في أذنك أن لدي طريقة لتكون شاعرا أفضل بكثير من بدر بن عبد المحسن، وهي: أصر على أن تكون أفضل منه، فلديك من الموهبة والشاعرية ما يؤهلك لذلك"، يتحول لاحقا لموسم كامل من الغيم فيقول: "ليس المطر (الذي هو أنا) بأغلى وأجمل من الأزهار و السنابل و الأشجار (التي هي أنتم)، والتي تفتح و تورق و تنبت بعد هطوله.. وإذا أعطيت الفرصة لأكون سبب لدخول فصل من الربيع الزاهي فالفضل لكم.. ليس لي" يقول "لكل زمن جماله.. ولكل عمر إبداعه" فيجعل التاريخ يهمس له: "وأنت عمر من الإبداع الصالح لكل الأزمنة"، ويقول في مرحلة أخرى من الحوار: "في اعتقادي أن الفلسفة تحتل مسافة كبيرة من الشعر.. والشعر الجيد بالخصوص.. والفلسفة لا شك أنها وجه من وجوه الإبداع بل في الذروة منه"، فيجعل الشعر يفكر بينه وبين نفسه، أنت وحدك من تجاوز بي الفلسفة وجعلني استحق لقب أبي الفنون! ما زال من الصعب تحديد قراءة واحدة لهذا البوح المنهمر، يتواصل الهطل من البدر الذي استحال غيمة، فارتفع منسوب الرواء وسالت أودية الكلام وهام الشعراء وهم يحاولون عبثا أمام جمال اللحظة أن يقولوا ما يشعرون، كان السؤال الأول في ذهن الجميع، أين أنت عنا؟ هل ترى معنا كم هو الشعر بحاجتك الآن، هاجس غياب البدر وشوق حضوره بقي يتردد ، ولم يكن هناك أجمل منه ليجيب عليه: "أنا لا أتعمد شيئا.. ولكني أتبع إحساسي دائما وأصدق هاجسي.. وكان إحساسي وهاجسي يقول إن الابتعاد في هذا الزمن أفضل.. ربما تعودت الدلال وافتقدته في هذا الزمن.. وربما تعودت الحب و خشيت أن أفقده بعد كل هذا الزمن، الإنسان قد يهرب من الشيء لشدة رغبته فيه"، وكما تحتمل عبارة كتلك تفسيرا جميلا يمكننا أن نجد التفسير ذاته حين قال في سياق حديث ذكر فيه أنه التقى الشعر على مفترق صدفة: "مشروع الديوان سيكتمل عن قريب بإذن الله.. أما حضوري فلن يكون كالماضي وغيابي لن يكون أن شاء الله كالحاضر". هو البدر إذن، بثقافته وتاريخه وسمو الشعر به، وحنين الجمال له، لا مفر للكلمات سوى أن تهرب إليه رغبة فيه وبحثا عن جمال موعد يغني عن ألف صدفة، هنالك يقف الشعر مرددا لعشاق الشاعر القمة والقيمة والقامة "نقل عيونك حيث شئت من المدى.. ما الحب إلا شعر بدر الأجمل!"
إنشرها

أضف تعليق