مدير مركز الأمصال: الثعابين والعقارب السامة لا تنقصنا.. فامنعوا دخولها

مدير مركز الأمصال: الثعابين والعقارب السامة لا تنقصنا.. فامنعوا دخولها
مدير مركز الأمصال: الثعابين والعقارب السامة لا تنقصنا.. فامنعوا دخولها
مدير مركز الأمصال: الثعابين والعقارب السامة لا تنقصنا.. فامنعوا دخولها
مدير مركز الأمصال: الثعابين والعقارب السامة لا تنقصنا.. فامنعوا دخولها
مدير مركز الأمصال: الثعابين والعقارب السامة لا تنقصنا.. فامنعوا دخولها

حذر محمد الأحيدب مدير المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات، من تهريب الثعابين والعقارب إلى المملكة، لما تسببه من خطورة بالغة على البيئة والإنسان.
وقال في حديث إلى "الاقتصادية": "الثعابين والعقارب السامة لا تنقصنا فامنعوا دخولها"، مستشهداً بحادثة الثعابين التي وجدت في الرياض، التي لا يمكن أن توجد في الجزيرة العربية مرجعاً سبب وجودها إلى فرق الاستعراضات التي أحضرتها من أجل احتفالات الأعياد.
وتطرق إلى آلية إنتاج الأمصال منذ بدايتها حتى تصبح جاهزة للاستخدام، لافتاً إلى أن المركز ينتج ستة أنواع من الأمصال منها ما يتم تحضيره باستخدام الخيل، والآخر يتم تحضيره باستخدام الماعز، منوهاً بنجاحات المركز المتعددة، منها طلب دول أوروبية للأمصال من المركز، واصفاً ذلك بـ"قصة نجاح ليس فقط في تقنية الإنتاج التي تميز بها المركز ولكن في أخلاقيات التعامل التي تميزت بها المملكة"، مؤكداً أن الأمصال تخضع إلى مراقبة من قبل جهات عدة. وفيما يأتي نص الحوار:

هل يمكن أن تشرحوا لنا آلية إنتاج الأمصال من البداية حتى يصبح جاهزاً للاستخدام؟

إنتاج الأمصال تعتمد باختصار على تقنية علمية دقيقة جداً تتمثل في حلب سموم الثعبان أو العقرب بطرق حديثة جداً ويحوّل السم بعد الحلب من الشكل السائل إلى الشكل المسحوق أو البودرة عن طريق وضعه في جهاز مخصص لذلك يسمى جهاز التجفيد وهذا الجهاز يعتمد على التبريد الشديد تحت ضغط منخفض جداً وبهذه العملية يتحول السائل إلى مسحوق بودرة، ومن ثم تؤخذ منه جرعات بسيطة جداً تخفف وتحقن في الخيل، والخيل هو أفضل حيوان يعطي مضادات أجسام تستخدم للاستعمال الآدمي وعند حقن الخيل بجرعات بسيطة جداً تشابه تطعيم الأطفال ضد الأمراض وبناءً على جدول تطعيم يمتد أحياناً إلى ستة أشهر ينتج هذا مضادات أجسام للسم المحقون وعندما تصل مضادات الأجسام في دم الخيل إلى مستوى عال، فإنه يتم سحب كمية بسيطة من دم الخيل وهي تشبه أيضاً تبرع الإنسان بالدم فلا تؤثر في الخيل، تؤخذ هذه الكمية ويفصل منها بلازما الدم الذي تحتوي على مضادات أجسام بكمية كبيرة جداً ويتم فصل مضادات الأجسام وتنقيتها بعمليات عدة كيميائية حتى تصل إلى الشكل النهائي وتعقم ثم يتم تعبئتها في أمبولات معقمة بواسطة أجهزة شديدة النقاوة والتعقيم ومن ثم تمر هذه الأمبولات على عدة فحوص تشمل قوة المستحضر وقدرته على معادلة سموم الثعابين أو العقارب وتشتمل على عدم وجود أي شوائب فيه وعقامته، وما إلى ذلك من الاختبارات الصيدلانية ثم يوضع عليه اللاصق وتوضع في العلب الكرتونية الخاصة ليتم توزيعها، وبالمناسبة، فإن جميع مراحل إنتاج الأمصال التي ذكرناها تتم في المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات بالحرس الوطني داخلياً وعلى أيد سعودية وعربية ودون استخدام أي عون من الخارج أو مواد أولية من الخارج وهذا من مدعاة الفخر أن في المركز كوادر سعودية وإخوة أشقاء عرب يقومون بتحضير واحد من أصعب وأعتى وأشرس الأشكال الصيدلانية وهو المصل المعادل لسموم الثعابين والعقارب، لأن هذا المصل مادة تحقن وريدياً فالمواد أو الأشكال الصيدلانية التي تحقن وريدياً يشترط فيها أن تكون معقمة وشديدة العقامة ليس هذا فحسب، بل إن المصل بالذات هو مادة بيولوجية حساسة للحرارة فلا يمكن تعقيمها مثل الأشكال الصيدلانية الأخرى بالتسخين، وبالتالي يتم تعقيمها بطرق الفلترة وهي طرق معقدة وشديدة المراس، وهذا يعني أننا في المركز قمنا بالصناعة الدوائية الأصعب في جميع الأشكال الصيدلانية.
#2#
هل تحدثوننا عن أنواع الأمصال التي ينتجها المركز؟

المركز متخصص في إنتاج الأمصال المعادلة لسموم الثعابين والعقارب في المملكة العربية السعودية ودول الخليج والدول المجاورة وهذا معناه أنه كان علينا أن ننتج أمصالاً عديدة الكفاءة لمعادلة جميع سموم الثعابين الموجودة في المملكة وأيضاً كان لزاماً علينا أن نحضّر أمصالاً متخصصة في فاعليتها ضد أنواع من الثعابين ذات السميّة العالية والأنواع التي ينتجها المركز هي ستة أشكال من الأمصال:
أولاً: المصل متعدد الكفاءة لمعادلة سموم جميع الثعابين الموجودة في المملكة ودول الخليج والدول المجاورة، محضر في الخيل.
ثانياً: المصل ثنائي الفاعلية المتخصص في معادلة سم ثعبان الكوبرا العربية والمصل الأسود محضر في الخيل.
ثالثاً: مصل متعدد الكفاءة لمعادلة سموم جميع العقارب الموجودة في المملكة ودول الخليج والدول المجاورة محضر في الخيل.
وأيضاً لأن المركز قام على أساس إنساني غير تجاري فقد أخدنا في الاعتبار عند بداية الإنتاج أن المصل المنتج في الخيل في أنحاء العالم يشكّل لنسبة من البشر تصل إلى 20 في المائة احتمال حدوث ما يسمى بالحساسية أو الصدمة العورية، ولذلك رأينا ومن منظور إنساني غير تجاري أن ننتج نفس الأنواع الثلاثة من الأمصال ولكن محضرّة في الماعز لتعطى لمن يثبت أن لديه حساسية لمصل الخيل، وقمنا بتصنيع هذه الأمصال الستة ولكن لوحظ ولله الحمد ونتيجة أننا أيضاً طبقنا تقنية فريدة في العالم استطعنا من خلالها إنتاج أمصال تحتوي على نسبة ضئيلة جداً من البروتين أو الشوائب البروتينية لا تزيد على 1 في المائة، بينما المسموح به من قبل منظمة الصحة العالمية يصل إلى 17 في المائة وفعلاً منذ بداية الإنتاج في عام 1997م حتى الآن لم يصل أي تقرير عن حدوث حساسية، وبالتالي فقد اقتصر الإنتاج حالياً على ثلاثة الأنواع المحضرة في الخيل.
#3#
هل هناك تعاون بين المركز ومختلف المراكز المشابهة في العالم؟

المركز بدأ التعاون منذ إنشائه وقبل البدء في مراحل الإنتاج فقمت بزيارة لثلاث دول تنتج أمصالاً لسموم الثعابين والعقارب وهي أستراليا، وتعد من الدول المتقدمة جداً وتايوان والفلبين، وخلال هذه الجولة اطلعت على التقنيات المختلفة وطرق الإنتاج التي تعتمد على الكمية وأنواع الثعابين وسمّيتها والظروف لكل بلد واخترنا منها ما يناسب المملكة ودول الخليج والدول المجاورة وبدأنا في تطبيقه والخبرة التي استفدناها كانت طريقة التعبئة والتعقيم وخلافه، أما الخبرة العلمية في إنتاج الأمصال، فإن المملكة كانت تتميز بها عن غيرها لوجود خبرات علمية في كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود، والدول العربية عامة تتميز عن الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية والدول المتقدمة في مجال الأبحاث في سموم الثعابين والعقارب، وعلماؤها هم الأكثر إسهاماً في هذا المجال لأن مشكلة الثعابين والعقارب لم تحظ باهتمام عالمي مقارنة بمرض الإيدز أو أمراض القلب وخلافه فقد كانت مهملة علمياً مثلها مثل البهاق واللشمانيا ومشكلات دول العالم الثالث وما زال التعاون موجودا بيننا، وبين هذه الدول، بل إنني قمت بإعطاء محاضرات في كل من فرنسا وأمريكا، وعدد من الدول العربية ودول الخليج في هذا المجال، وقمنا بتبادل المعلومات والخبرات أيضاً في اجتماعات منظمة الصحة العالمية حول هذا الموضوع المهم جداً الذي تعده المنظمة مهملاً في الدول المتقدمة بالرغم من العدد الكبير من ضحايا الثعابين والعقارب في دول العالم، كما أصبحت المنظمة تعد المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات مرجعية علمية في هذا المجال

هل يتم توزيع الأمصال على مختلف مستشفيات المملكة؟

نعم يتم توزيع الأمصال على جميع المراكز الصحية والمستشفيات في المملكة والخليج والدول المجاورة التي تشتري المركز وهنا لا بد من التأكيد على أنه في المملكة، فإن وزارة الصحة تبذل جهودا كبيرة في توفير الأمصال المعادلة لسموم الثعابين والعقارب المنتجة في المركز في جميع المناطق، سواءً في المناطق النائية في المراكز الصحية أو المناطق الأخرى القريبة التي يوجد فيها مستشفيات كبرى، فالوزارة تتأكد من وصول الأمصال إلى جميع هذه المراكز عن طريق الموزع لها وهذه خطوة حقيقية جيدة جداً، فالمطلوب منا كمركز شأننا شأن جميع الشركات المصنعة أن نوصل هذه الأمصال إلى مستودعات وزارة الصحة في مناطقها التابعة لإدارات صحية، ونقوم بذلك ونتأكد منه، وبذلك فإن الأمصال المنتجة في المركز وبكل فخر موجودة في جميع مستودعات الأدوية التابعة لوزارة الصحة، سواءً في المملكة أو الخليج أو الدول المجاورة كالأردن ولبنان والدول التي تشتري الأمصال من المملكة.
#4#
ما حقيقة طلب دول غربية أمصالاً من المركز؟

طلب الدول الغربية الأمصال المنتجة في المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات هي قصة نجاح ليس فقط في تقنية الإنتاج التي تميز بها المركز ولكن في أخلاقيات التعامل التي تميزت بها المملكة العربية السعودية بناءً على قيمها المستمدة من دستورها، وهو القرآن وشريعته السمحة وطبيعتها كبلد مسلم يتعامل بالأمانة والأخلاق والالتزام بالمواثيق والاهتمام بحياة الإنسان، فما حدث هو أننا واجهنا سيلاً من الطلبات من دول مثل أمريكا وبلجيكا وبريطانيا وألمانيا واليابان وبعض الدول الأخرى الأوروبية بكميات مختلفة، وبناءً على ما ذكرت من أننا في المملكة نتمسك بالقيم الأخلاقية فقد قمنا بالرد على هذه الطلبات بعبارة واضحة بأن الأمصال المنتجة في المركز تم إنتاجها لمعادلة سموم الثعابين والعقارب الموجودة في المملكة ودول الخليج والدول المجاورة التي تشبهها في البيئة والطقس وخلافه، وأن هذه الأمصال لا يمكنها أن تعادل سموم الثعابين الموجودة لديكم، سواءً في أمريكا أو اليابان أو بلجيكا أو بريطانيا أو ألمانيا وأنه ليس من أخلاقيات المركز أن يقوم ببيع هذه الأمصال مع علمه بأنها قد لا تعادل سموم الثعابين الموجودة لديكم وأن عليكم ألا تصدقوا أي شركة إنتاج أمصال تدعي أن إنتاجها من الأمصال يستطيع أن يعادل أي سم لأي ثعبان أينما وجد فهذه معلومة غير صحيحة، بل مستحيلة في مجال أمصال الثعابين والعقارب، لأن الأمصال هذه متخصصة جداً والحقيقة بعد أن قمنا بهذا الرد انقسمت الجهات الطالبة إلى نوعين، ولكن جميعهم بادرنا بالشكر الجزيل على تمسكنا بأخلاقيات الصناعة الدوائية ووضوحنا وصراحتنا، ولكن جزء منهم صارحنا بحقيقة أنه يريد هذه الأمصال إما فرق بحث عن الآثار أو فرق تنقيب عن البترول أو لجيوش تعمل أو تدرب في المنطقة العربية، وبالتالي فإن طلبه أصبح واضحاً أنه لسموم ثعابين وعقارب تعانيها هذه الفرق في الجزيرة العربية، أو الخليج أو المناطق المجاورة لبيئة الجزيرة العربية وهنا قمنا بإمدادهم بالأمصال، أما النوع الثاني فقد شكرونا وتم إلغاء الطلب، وبعد ذلك أصبحوا يطلبون إذا كان هناك فِرَق تعمل في المنطقة، وفي كل الأحوال فإنه رغم قلة الكميات المطلوبة، إلا أن مجرد دخول منتج المركز من الأمصال إلى دول مثل أمريكا أو بريطانيا أو بلجيكا أو الدول الأوروبية التي لديها مقاييس عالية جداً في قبول شراء الأدوية يعني أن المنتج وصل لمستويات عُليا، وأنه أقنع كثيرا من الدول ذات المتطلبات الشديدة جداً في شراء الأدوية لاستخدامها لمواطنيها، وهذا مصدر فخر لنا إلى جانب أنه حل مشكلة كبيرة على الفرق العلمية وفرق تنقيب الآثار وفرق تنقيب البترول التي تعمل من هذه الدول في المملكة.

هل هناك خطورة من تهريب الثعابين والعقارب إلى المملكة ؟

إن دخول أي فصيلة أو عائلة جديدة من الحيوانات أو الحشرات أو حتى النباتات إلى بيئة غير التي توجد فيها هو في حد ذاته أمر خطير تمنعه جميع الدول دون استثناء وبحرص شديد في موانئها ومداخلها، سواءً عن طريق البر أو البحر أو الجو، فمعروف أن لكل بلد داخل حدوده بيئاته الخاصة الموجودة منذ القدم التي لا تقبل أن يكون هناك دخيل عليها من أي نوع، فما بالك إذا كانت هذه الفصيلة من الحيوانات هي حيوانات أو حشرات أو لافقاريات سامة ستضيف إلى بيئة المملكة نوعاً جديداً من المخلوقات السامة، ونحن بالخط العريض لا تنقصنا في المملكة أنواع أخرى سامة، فلدينا سبعة من أخطر الثعابين السامة في العالم، ولدينا اثنان من أخطر خمسة أنواع من العقارب في العالم كالعقرب الصفراء والعقرب السوداء فإدخال نوع جديد بالتأكيد لسنا بحاجة إليه وسيؤدي إلى مخاطر عديدة عندما تتوالد هذه الأنواع، وعندما يتم تهجينها مع أنواع أخرى أو عندما (وهذا هو الأهم بالنسبة لنا كعاملين في المجال الصحي) يُلدغ أحد بهذا النوع القادم الذي قد لا يكون المصل الموجود المنتج مناسباً له قد لا يعادله فماذا ستفعل وهذه حالات تعرضنا لها كثيراً في المركز، فقد فوجئنا بلدغات من كوبرا لا توجد إلا في مصر "الكوبرا المصرية" وفوجئنا بأنواع أخرى من الكوبرا الهندية التي لا توجد في المملكة، ونجد أن ملدوغا في المستشفى يحتاج إلى مصل، ونحن نكتشف ذلك من الأعراض أو ما حدث لديه أو من إحضار الثعبان وخلافه فهذا الثعبان ليس من بيئة المملكة، وهذا الخطر الصحي والحقيقة لماذا أحدثك عن خطورته ولدينا مثال واضح كانت الاقتصادية من ضمن الصحف ذات المبادرة في الاهتمام به والسؤال عنه وكشف الغموض فيه وهو ما حدث من وجود ثعابين كبيرة الحجم من نوع البايثون أو ما يسمى بـ "الصلال" أو الثعابين العاصرة موجودة على أحد التلال في منطقة العريجاء في الرياض، وهذا الأمر أدى إلى رعب كبير، فالثعابين وجدت محروقة وبأحجام كبيرة جداً، كيف جاءت؟ كيف احترقت؟ ما هو المتوقع منه؟ وأثير حولها الكثير من الشائعات، وقمنا في حينه بالإجابة للصحف المهتمة، من ضمنها الاقتصادية، عن تفسيرنا لما حدث وما ثبت صحته أن بعض الشركات التي تقوم بتنظيم استعراضات سنوية في المملكة عن طريق مدنها الترفيهية تقوم بالتعاقد مع بعض الأخوة العرب أو الآسيويين فيقومون بجلب ثعابين من خارج المملكة ويأخذونها للاستعراض، وما حدث أنها ربما ماتت ووضعت في ثلاجات بعد موتها ثم قرر الشخص التخلص منها أو ربما أن الثلاجات هذه تعطلت وتعفنت هذه الثعابين فقرر التخلص منها بثلاجتها وأحرقها في تلك المنطقة وحصل ما حدث وهو ما رأيتموه ثلاجة وبجانبها ثعبان طوله أربعة أو خمسة أمتار محروق وهذه من الدلائل على أننا للأسف لا نحمي حدودنا من دخول هذه الحيوانات، وأنا سبق أن خاطبت الجهات المختصة في هذا المجال وخاصة المعنية بالحياة الفطرية، وتحدثنا في الصحف عن خطورة إدخال أنواع من الثعابين والعقارب إلى بيئتنا، وأكرر نحن في المملكة لا ينقصنا الثعابين والعقارب السامة فامنعوا دخولها.

#5#

ما استراتيجية المملكة في إنتاج الأمصال ؟

استراتيجية المملكة في إنتاج الأمصال يطبقها المركز الوطني وهو المركز الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي ينتج أمصالاً لسبعة أنواع من الثعابين السامة وجميع العقارب السامة ويغطي احتياج المملكة والخليج والدول المجاورة التي تشابهنا في البيئات وهذه الاستراتيجية استمدها المركز من توجيهات ملك الإنسانية الذي دعم إنشاء هذا المركز خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، وهذه الاستراتيجية قامت على عدل خادم الحرمين الشريفين واهتمامه بجميع أبناء شعبه في جميع مناطق المملكة، وهنا يسعدني الإشارة إلى موقف لا يمكن أن أنساه عندما فكرنا في إحدى المراحل من بداية الإنتاج أن نجرب إنتاج أمصال لسموم الثعابين والعقارب الموجودة في المنطقة الوسطى كبداية، لأن المنطقة الوسطى بها أربعة أنواع من الأنواع السبعة ورغم أننا كنا مجموعة من الأساتذة في الجامعات والفنيين والعاملين في هذا المجال، فقد فكرنا في هذه الخطوة لكن عندما رفع بها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وكان آنذاك ولياً للعهد ورئيس الحرس الوطني رد علينا بما أعده درسا لي ولزملائي في العدل والحكمة والفطنة من قائد الأمة، فقال: لا نريد أن ننتج ما يحمي منطقة دون غيرها عليكم ببذل الجهد واستخدام المال بما تستطيعون ببدء الإنتاج لجميع مناطق المملكة دون استثناء وهنا فعلاً استوعبنا هذا الدرس الحكيم واستعنا بالله، وقمنا بتسيير أكثر من 120 رحلة صيد ثعابين وعقارب في أنحاء المملكة، وبسبب النية الصادقة لخادم الحرمين الشريفين، فقد سهّل الله علينا هذا الأمر، وجمعنا كميات لم نكن نتصورها من الثعابين والعقارب، وحالفنا التوفيق، وبدأنا الإنتاج في عام 1997 بالمنتج الذي يغطي جميع الثعابين الموجودة في المملكة والخليج والدول المجاورة، وهذه هي استراتيجية المملكة في إنتاج الأمصال واللقاحات إلى جانب ما سبق أن ذكرته من عدم إعطاء المصل لأي دولة ما لم نتأكد من أن الثعابين الموجودة فيها يستطيع المصل المنتج لدينا على معادلتها حتى لو طلبت هذه الدول، فإن أخلاقياتنا واستراتيجيتنا المبنية على الأخلاق لا تسمح لنا بغير بذلك.

هل يتم مراقبة جودة الأمصال بعد توزيعها ؟

نعم جودة الأمصال يتم مراقبتها بعد الإنتاج وبعد التوزيع عن طريق جهات عدة الجهة الأولى هي قسم الرقابة النوعية والجودة لدينا، فنحن نقوم دورياً بفحص الأمصال وفحص العينات الموجودة من الأمصال المنتجة حتى من سنوات مضت ونراقب الجودة فيها واستمرارية الجودة فيها حتى بعد انتهاء تاريخها وهو ثلاث سنوات، كما أننا ندرس الأمصال بعد استخدامها وتوزيعها، وأيضاً هناك الجهات الرقابية المتمثلة في وزارة الصحة أو وزارات الصحة في دول الخليج، إضافة إلى أن الدول الأخرى المجاورة والدول الأوروبية وأمريكا، فإنها تفحص كل ما تشتريه لمواطنيها، ولله الحمد أننا لم نتلق حتى الآن أي شكوى من عدم كفاءة الأمصال أو عدم نجاحها لوجود أي مشكلة فيها وهذا من فضل الله.

الأكثر قراءة