هل تصدق تنبؤات وقراءات خبراء الطقس، ونشهد مزيدا من الأمطار خلال الفترة المقبل؟ وفي حال ذلك ماذا سيحدث في كثير من قرانا وهجرنا وحتى مدننا التي كشف المطر الأخير عورتها، وظهر "المستخبي" منها سواء على صعيد تنفيذ بعض المشاريع، أو وقوع بعضها في القرب من الأودية والخطر والموت.
إن ما يتردد في مواقع الطقس على الإنترنت يثير كثيرا من المخاوف لدى كثيرين، خاصة في ظل براعة مرتاديها ودعم توقعاتهم بصور جوية وصور الأقمار الاصطناعية التي لم تعد حكرا على أحد. وإذا كنا الآن نطالب بأن تؤخذ آراء خبراء الطقس على محمل الجد، أو على الأقل تفنيدها في حال كانت غير صحيحة أو مبالغ فيها، فإن المطالبة الأخرى تنصب على أهمية الإعلان المبكر عن أي توقعات بشكل رسمي، وتحضير الناس بشكل أكثر جدية وشفافية، وإعادة الحياة إلى نشرة الأحوال الجوية (صباحية ومسائية) في التلفزيون الرسمي والإذاعة الرسمية على أقل تقدير.
استراتيجيا، فإن الأمطار كشفت أن الأمطار والسيول تحتاج إلى إعادة نظر في كثير من مواقع القرى والهجر، وهذا يدفعنا إلى التساؤل عن جدوى استمرار تنمية بعض القرى في ظل هذا الوضع، وأين خطط إنشاء تجمعات سكانية تجمع عددا أكبر من السكان وبخدمات أفضل وأرقى؟
إن الوقت حان لوضع هذا الحل في موضع التنفيذ، لأن قصور الخدمات وترهل هذه القرى يمكن احتماله في أوضاع سابقة، لكن القضية عندما تتعلق بحياة الناس فإنها تبدو أكثر إلحاحا وتحتاج إلى قرار حاسم وجريء في هذا الأمر.
أخيرا، فإن التنمية.. والتنمية فقط التي يجب أن تكون لها الأولوية في الصرف على مثل هذه القرى، بعيدا عن أي اعتبارات أخرى أخذ بها في فترات سابقة. إن أي تعطيل لمثل هذا المشروع سيكون مكلفا تنمويا وبشريا، حتى لو اعترض بعض أصحاب القرى .. فحياتهم غالية .. أليس كذلك؟
