البرد.. كيف يحدث؟

من النادر أن يمر عام دون تسجيل خسائر كبيرة في الممتلكات والأرواح حول العالم نتيجةً لتساقط البرد ومن هذه الدول على سبيل المثال أمريكا وأستراليا ودول جنوب وجنوب غرب آسيا. ومن دول آسيا التي يتكرر عليها تساقط البرد بشكل متكرر هي السعودية بلادنا الحبيبة حفظها الله من كل مكروه ولها سجل طويل وأحداث تاريخية حول عواصف البرد العنيفة التي ألحقت بعض الخسائر المادية ولعل أشد ما سُجل في الوقت المعاصر هي عاصفة السبت 23 آذار (مارس) 1996 على العاصمة الرياض والتي فاقت كل التوقعات وتعطلت معه الحياة حيث تساقط البرد بأحجام كبيرة وكميات كثيرة وأمطار تساوي كمية عام كامل وهذا كله خلال 30 دقيقة أو أقل أدت إلى تحطيم النوافذ وحتى الحديد الذي اتضح أثره في هياكل السيارات ثم سُجل بعد ذلك عاصفة برد أخرى عنيفة ضربة شمال القصيم بتاريخ 26/3/2007 أدت إلى تحطيم بعض الصوامع وبعض المزارع والبيوت المحمية وأحدثت ثقوب في بعض صفائح الحديد ثم في العام نفسه وتحديداً 12/4/2007 كانت من نصيب محافظة حريملاء وأجزاء من الصمان حيث حطمت بعض الممتلكات وقتلت بعض الحيوانات في ذلك اليوم.
#4#
حقيقةً إن جبال البرد هي من أشد الغيوم فتك في الطبيعة وهي بأمر الله تدمر بلا رحمة وقانا الله وإياكم شرها, ولذلك هناك عدة تساؤلات أولها إلى أي حد يمكن أن تبلغه حبة البرد الجواب وحسب السجلات الموثوق بها عالمياً أن أكبر حبات برد سجلت في 14 نيسان (أبريل) 1986 فوق بنجلادش حيث بلغ وزن بعضها ما يزيد على الكيلو جرام وقتلت 92 شخصا في تلك الفترة وهناك بعض الراويات تشير إلى تساقط حبات برد بحجم كبير جداً بلغ وزن أحدها سبعة كيلو جرامات وكان ذلك في أبريل (نيسان) 1981 في الصين .
#2#
والسؤال الثاني: كيف تتم عملية تشكل البرد في الغيوم؟ والجواب باختصار عندما تتوافر الرطوبة والدفء في السطح والضغط الهابط والتبريد الشديد في طبقات الجو تتشكل عملية تكوين رأسي لسحب أشبه بالانفجار النووي داخل الغيمة فكلما كان الانفجار شديدا دل على قوة التيار الصاعد إلى أعلى ثم بعد ذلك تبدأ حرب شرسة بين التيار الصاعد والتيار النفاث الأفقي شديد السرعة و البرودة في الوقت نفسه فيقوم بكبح الامتداد الرأسي لسحابه ويقوم بعملية تمديد وبسط وهذا لطف من الله بألا يخترق رأس السحابة مجال التيار النفاث حيث تزيد سرعة هذا التيار بشكل أفقي كلما ارتفعت درجة حرارة هذا المجال ليبلغ أقصى سرعة له في حدود 400 كيلو في الساعة مقابل تيار صاعد لا تتجاوز سرعة في أقوى أحواله 160 كيلو مترا في الساعة وكلما ارتفاع التيار الصاعد إلى أعلى واجه تيارا أفقيا أسرع يبسطه في السماء وهذه من رحمة الله بخلقه وإلا لسقط برد بإحجام لا يمكن تصورها. وأخيرا سؤال يبتادر للأذهان عن أكثر الأشهر تساقطا للبرد فيها على السعودية والجواب: إن تشرين الثاني (نوفمبر) وآذار (مارس) ونيسان (أبريل) هي الأشهر الأكثر في العام حمانا الله وإياكم من كل مكروه.
#3#