هل يغزو إيلون ماسك كوكب المريخ أم يبيع أحلامًا بتريليون دولار؟ سؤال يتصدر المشهد بعد تسريب مذكرة تكشف عن خطة شركة SpaceX لتنفيذ أكبر طرح عام في التاريخ، بتقييم قد يصل إلى 1.5 تريليون دولار بحلول 2026. الأرقام الضخمة أثارت جدلًا واسعًا في أوساط المستثمرين والمحللين، خاصة في ظل الفجوة بين الطموح والتقييم من جهة، والواقع المالي للشركة من جهة أخرى.
ورغم أن SpaceX أحدثت ثورة في قطاع الفضاء عبر الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام وشبكة ستارلينك، فإن الشركة تستهدف إيرادات بنحو 24 مليار دولار فقط في 2026. وهو ما يعني، في حال الطرح، أن المستثمرين سيدفعون ما يعادل 62 ضعف المبيعات ونحو 400 ضعف الأرباح، في تقييم وصفه محللون بـ«الجنوني». هذا التقييم، بحسب التسريبات، لا يهدف إلى تمويل العمليات الحالية، بل لتمويل مشاريع مستقبلية طموحة تشمل مراكز بيانات فضائية، وذكاءً اصطناعيًا كونيًا، والحلم الأكبر: استعمار المريخ.
ويرى محللون أن سهم SpaceX – في حال طرحه – سيكون شديد التقلب، يتأثر بعناوين الأخبار أكثر من القوائم المالية، سواء بنجاح اختبار صاروخي أو انفجار غير متوقع. وتشير المذكرة المسربة إلى أن ماسك نفسه لن يُقدم على الطرح إلا بعد نجاح أول مهمة غير مأهولة إلى المريخ في 2026، إذ يُتوقع أن يؤدي ذلك إلى قفزة «جنونية» في تقييم الشركة.
وفيما ينقسم الرأي بين من يرى هذه الخطط مجرد نظريات بعيدة المنال، ومن يؤمن بقدرة ماسك على قلب المستحيل إلى واقع، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يشتري المستثمرون شركة فضاء رائدة… أم يشترون أحلام إيلون ماسك بأغلى سعر في التاريخ؟ وكما يقول والده: «إذا قلت لإيلون لن تنجح، فسيفاجئ العالم وينجح» — فهل يفعلها هذه المرة؟
