"خريطة العالم" هل هي كذبة كبيرة مستمرة منذ 500 عام؟
تُعتبر خريطة العالم الحالية، التي تُعرف بخريطة مركاتور وتعود إلى 1569، واحدة من أكثر الخدع المستمرة في التاريخ الجغرافي والتي استمرت لأكثر من 500 عام. الخريطة، التي صُممت أساساً لأغراض الملاحة البحرية، تقوم بتشويه حقيقي لأحجام القارات، حيث تظهر مثلاً غرينلاند بحجم يوازي تقريباً حجم إفريقيا، في حين أن الحقيقة تكمن في أن إفريقيا أكبر من غرينلاند بـ 14 مرة. التشويه يمتد لدرجة أنه يمكن وضع أمريكا، والصين، والهند، واليابان داخل القارة الإفريقية، ولا يزال هناك متسع.
التشوه في تمثيل المساحات على خريطة مركاتور نابع من تصميمها الذي يحافظ على الزوايا ولكنه يمدد ويضخم المساحات كلما بَعُدت عن خط الاستواء. فمثلاً، عند خط عرض 60° تتضاعف الأحجام على الخريطة أربع مرات، بينما تصل النسبة إلى 15 ضعفًا عند خط عرض 75°. التشوهات انتشرت خلال عصر الاستعمار الأوروبي، إذ كانت تبرر بصرياً الهيمنة والقوة، ما جعل الإمبراطوريات الأوروبية تبدو أضخم وأكثر أهمية مقارنة مع الأراضي المستعمرة في إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وفي ضوء ذلك، وصف الاتحاد الإفريقي الخريطة بأنها جزء من "أطول حملة تضليل في التاريخ"، ويقود حالياً حملة تحت اسم "صحح الخريطة" لاعتماد خرائط أكثر دقة مثل خرائط "الأرض المتساوية" (Equal Earth) التي طُورت في 2018، وتعرض العالم بحجمه الحقيقي بدقة أكبر.