بين التحوط والصناعة الفضة تنافس الذهب كخيار استثماري
تشهد سوق الفضة العالمية تطورات استثنائية، حيث يبدو أن المعدن بات ينافس الذهب في جذب الأنظار، مدفوعًا بزيادة الطلب واختلالات العرض. من المتوقع أن يصل العجز المتراكم في سوق الفضة إلى 678 مليون أونصة بين عامي 2021 و2024، فيما يُتوقع أن يبلغ العجز 117.6 مليون أونصة خلال العام الحالي، ما يعادل فترة 10 أشهر من إنتاج المناجم عالميًا. ويشير العجز إلى أهمية الفضة كمعدن استراتيجي في المستقبل.
الطلب على الفضة يتجاوز الاستخدام الاستثماري ليشمل الاستخدام الصناعي، حيث يذهب 58% من الإنتاج لتلبية الاحتياجات الصناعية. وتتوقع التقديرات أن يصل الاستهلاك الصناعي إلى 700 مليون أونصة سنويًا مع توقعات بالزيادة المستقبلية. ويدفع الطلب المزدوج الفضة لتكون مرشحة بارزة للاستثمار المستقبلي.
خلال الأزمات، أظهرت الفضة قدرة على التفوق على الذهب، حيث سجلت ارتفاعًا بنسبة 47% خلال أزمة كورونا وتفوقت خلال الحرب الروسية الأوكرانية. وفي خطوة غير مسبوقة، قام البنك المركزي الروسي بشراء فضة بقيمة 535 مليون دولار كدليل على ثقة المؤسسات المالية العالمية في المعدن.
ويرى الخبير الاستثماري مايلز أليسون أن الفضة تفوقت على الذهب في 12 أزمة رئيسية منذ عام 1979، ما يجعلها ليست مجرد معدن للاستخدام الصناعي، بل أداة تحوط وخيار استثماري ذكي للمستقبل.