منذ بداية العام، شهدت الأسواق تقلبات حادة وارتفاعات كبيرة في أسعار الذهب والفضة، إلى جانب قفزات تاريخية وتقلبات سريعة في سوق العملات الرقمية «الكريبتو». ومع هذه التحركات المتسارعة، يبرز تساؤل بين المستثمرين السعوديين: إلى أين يتجهون في استثماراتهم؟ هل يفضلون الذهب، أم الفضة، أم العملات الرقمية، أم أنهم ما زالوا يرون في العقار الوجهة الأكثر أماناً؟
في جولة ميدانية لـ "الاقتصادية"، عبّر عدد من المواطنين عن آرائهم وتوجهاتهم الاستثمارية في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية. قال أحد المشاركين إنه يفضل الاستثمار في العقار لأنه يشعر معه بـ«أمان أكبر». وشاركه آخر الرأي قائلاً: «استثمرت في العقار لأن العقار أصول، وفيه أمان مالي». وأضاف ثالث أن اختيار نوع الاستثمار يعتمد على حجم المبلغ المتاح، موضحاً: «إذا كان المبلغ كبيراً، ممكن نروح للعقار، أما إذا كان المبلغ قليل، فالكريبتو والبيتكوين والأشياء هذه ممكن تكون خياراً مناسباً».
من جهته، رأى مستثمر آخر أن الذهب يظل الخيار الأمثل، قائلاً: «المبلغ إذا كان كبير، الذهب زينة وخزينة، أستفيد منه أكثر وسعره يزيد كمان». وأضاف: «الذهب قليل المخاطر، ويُعتبر استثماراً طويل الأمد، لأنه عبر التاريخ دائماً يزيد ولا ينقص».
في المقابل، تمسك عدد من المشاركين برأيهم أن العقار هو الاستثمار الأكثر أماناً، مؤكدين أنه "أضمن بكثير" مقارنة ببقية الخيارات، واصفينه بأنه «عقار لبن الباب» – في إشارة إلى قيمته الثابتة وقربه من الاستخدام المباشر والملموس.
وتكشف هذه الآراء تنوع التوجهات الاستثمارية لدى السعوديين بين البحث عن الأمان في العقار، والرغبة في الاستفادة من استقرار الذهب، والانجذاب إلى الفرص السريعة في سوق العملات الرقمية. ومع استمرار تقلبات الأسواق العالمية، يبدو أن القرار الاستثماري في السعودية بات مزيجاً بين الخبرة، والمخاطرة المحسوبة، والرغبة في تحقيق عوائد تتناسب مع طموحات المستثمرين السعوديين في عام مليء بالتحولات الاقتصادية.
