تخوض الولايات المتحدة والصين حربًا بلا رصاص ولا مدافع، لكنها أخطر من أي مواجهة عسكرية؛ إنها حرب الذكاء الاصطناعي، حيث تتصارع القوتان على قيادة المستقبل. كانت واشنطن تعتقد أنها المتفوقة باحتكارها الشرائح المتقدمة وفرض الحظر على تصديرها للصين، لكن الأخيرة كسرت القيود وتفوقت بشهادة قادة التقنية أنفسهم؛ فـ"جنسن هوانج" رئيس Nvidia أكد أن "الصين ستفوز في سباق الذكاء الاصطناعي"، بعدما انهارت حصة شركته في السوق الصينية من 95% إلى الصفر.
أما جيفري هينتون، الأب الروحي للذكاء الاصطناعي، فحذر من أن "مهاجمة البحث العلمي في أمريكا ستجعل الصينيين متقدمين كثيرًا خلال عشرين عامًا". وبينما تتباهى واشنطن بصفقاتها المليارية، تتقدم بكين بهدوء، لتقود في 57 من أصل 64 تقنية حدودية، فيما تتصدر أمريكا في سبع فقط. الصين تنتج أكثر من 23 ألف ورقة بحثية في الذكاء الاصطناعي، متفوقة على أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي مجتمعين.
ورغم احتدام السباق، يبقى المستفيد الأكبر هو المستخدم حول العالم، إذ تعني المنافسة تقنيات أفضل، وأسعارًا أقل، وابتكارات أسرع. ومع ذلك، يظل السؤال الأخطر: كيف ستدير القوى العظمى هذا السباق دون أن يتحول إلى صراع مدمر؟ فالقوة التي تهيمن على الذكاء الاصطناعي ستمتلك مفاتيح 4.8 تريليون دولار… ومستقبل البشرية ذاته.
