يسجل سوق الهدايا في السعودية نموًا متسارعا مدفوعا بارتفاع الإنفاق الاستهلاكي وتوسع قطاع التجزئة وتزايد الفعاليات والمعارض الكبرى.
ويظهر هذا النمو الدور المتنامي للهدايا الدعائية كأداة لتعزيز الهوية المؤسسية وتنافس الشركات في بيئة اقتصادية تتجه نحو التنويع والاستدامة، بحسب ما ذكره رؤساء تنفيذيون لشركات في "الاقتصادية".
ويُقدَّر حجم سوق الهدايا في السعودية نحو 3.1 مليار ريال سنويًا، فيما يبلغ حجم سوق الهدايا الدعائية قرابة 900 مليون ريال، بحسب ما ذكره لـ“الاقتصادية” محمد طنطاوي، الرئيس التنفيذي لشركة “جرين بوينت”.
وقال: إن حصة الشركة من السوق تتراوح حاليًا بين 7 و8%، مع خطة للوصول إلى 15% خلال 5 أعوام عبر التوسع في الطاقة الإنتاجية ودخول أسواق جديدة.
أشار طنطاوي إلى أن لدى “جرين بوينت” مصنعًا في الرياض بطاقة إنتاجية تبلغ 80 ألف قطعة سنويًا، يتم تسويق معظمها داخل السوق المحلية، على أن يتم تخصيص 15% من الإنتاج للتصدير اعتبارًا من النصف الأول من العام المقبل.
ويعتمد المصنع على مواد صديقة للبيئة تشمل منتجات معاد تدويرها وهدايا مصنوعة من خشب البامبو وسعف النخيل.
طنطاوي بيّن أن الشركة ترتبط باتفاقيات تعاون مع عدد من الجهات الكبرى مثل “صندوق الاستثمارات العامة” وشركاته التابعة، ومنها “سير” و”نيوم” و”القدية”، موضحًا أن هذه الشراكات تقوم على حلول مستدامة تمتد عقودها بين عام و3 أعوام.
أكد أن الاتجاه نحو الاستدامة وإعادة التدوير يعزز حضور الشركة في السوق ويفتح أمامها فرص التوسع إقليميًا.
من جانبه، أكد شادي القاضي، المدير التنفيذي لشركة “أسمنجون”، أن قطاع الهدايا الدعائية في السعودية يشهد نموًا متسارعًا مدفوعًا برؤية السعودية 2030، التي أسهمت في تعزيز الصناعات الوطنية والفعاليات والمعارض.
أوضح أن هذا القطاع تحول إلى ركيزة اقتصادية مهمة، إذ لم يعد يقتصر على كونه منتجات استهلاكية بل أصبح وسيلة لتعزيز الهوية المؤسسية.
كشف القاضي أن “أسمنجون” تعتمد على مزيج من التصنيع المحلي والاستيراد، حيث تمتلك قدرات إنتاجية تشمل المنتجات الجلدية، ورش الخياطة، والأعمال اليدوية في النحت والتشكيل، إضافة إلى شراكات مع مواهب سعودية في التصميم والتصوير والإبداع الفني.
وتستورد الشركة من أسواق مثل الصين وتركيا والهند والإمارات لتأمين التنوع في المنتجات، مع التركيز على رفع نسبة التصنيع المحلي انسجامًا مع توجه السعودية نحو الاكتفاء الذاتي ودعم الصناعات الوطنية.
القاضي أضاف أن السوق شهدت خلال العقد الأخير تحولات جوهرية تمثلت في ارتفاع الطلب على الهدايا المخصصة والمبتكرة، وتنامي الاهتمام بالمنتجات الصديقة للبيئة، إلى جانب الوعي المتزايد بأهمية الجودة والهوية المحلية.
وأسهمت الفعاليات الكبرى مثل “موسم الرياض” في رفع حجم الطلب على الهدايا ذات الطابع الفريد والمستدام، ما أعاد تشكيل ملامح القطاع التجاري المرتبط بهذا المجال.
وتوقع القاضي أن يشهد القطاع طفرة نوعية خلال السنوات الـ5 المقبلة، مدعومًا بزيادة عدد الفعاليات والمعارض وارتفاع الوعي المؤسسي، مع تسجيل نمو متسارع في حجم السوق ونوعية المنتجات وجودتها، لتصبح الهدايا الدعائية جزءا لا يتجزأ من المنظومة الاقتصادية في السعودية، وعاملًا مؤثرا في إستراتيجيات التسويق والاتصال المؤسسي للشركات والجهات الحكومية والخاصة على حد سواء.