فيما يكافح عديد من أبناء جيل زد لشغل وظائف مبتدئة بسبب تبني الذكاء الاصطناعي، تدعم هذه التكنولوجيا نفسها موجة جديدة من المليارديرات الشباب.
في 2025، بلغ عدد المليارديرات العصاميين في عمر العشرينات رقماً قياسياً غير مسبوق، بـ 13 شابا، في زيادة ملحوظة عن الرقم القياسي السابق البالغ 7 مليارديرات، وذلك وفقاً لتحليل أجرته مجلة "فوربس".
شهد معظمهم طفرة في ثرواتهم أخيراً؛ فخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة وحدها، أصبح 11 شابا منهم من المليارديرات، بمن فيهم شخصيات بارزة مثل شاين كوبلان، الرئيس التنفيذي لشركة "بولي ماركت"، وفابيان هيدين، المؤسس المشارك لشركة "لوفابل" الناشئة المتخصصة في برمجة التطبيقات، وأرفيد لونيمارك، رائد أعمال الذكاء الاصطناعي.
معظم هؤلاء المؤسسين الشباب فاحشي الثراء جنوا ثرواتهم من خلال الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي في أوج ازدهاره. فمثلا، حقق سواله آصف، البالغ من العمر 25 عامًا، نجاحًا باهرًا كشريك مؤسس لشركة "أنيسفير"، المطورة لأداة التحرير البرمجية "كورسور"، التي بلغت قيمتها 29.3 مليار دولار.
كما شارك أدارش هيريمات وسوريا ميدها، وكلاهما 22 عاما، شاركا في تأسيس شركة "ميركور" الناشئة، وهي منصة توظيف تعتمد على الذكاء الاصطناعي في ربط المواهب بأكبر مختبرات الذكاء الاصطناعي في وادي السيليكون.
ومن بين 11 رائد أعمال شابا أصبحوا مليارديرات في الأشهر القليلة الماضية، حقق 8 منهم قفزاتهم المالية بفضل ابتكارات في الذكاء الاصطناعي.
كيف جنت أصغر مليارديرة عصامية ثروتها؟
من أبرز هذه القصص صعود لوانا لوبيز لارا، التي أصبحت أصغر مليارديرة عصامية في التاريخ. فقد قفزت ثروتها إلى 1.3 مليار دولار بعد أن بلغت قيمة شركتها "كالشي"، منصة تنبؤ، نحو 11 مليار دولار.
لكن قبل ظهورها الأول في وول ستريت، كانت رائدة الأعمال الشابة تسلك مسارًا مختلفًا تمامًا، فقد كانت الشابة البرازيلية الأصل تتدرب لتصبح راقصة باليه محترفة في ريو دي جونيرو. وبعد تسعة أشهر من العمل راقصة محترفة في النمسا، تخلت عن هذه المهنة الشاقة، واتجهت نحو حلم آخر، أن تصبح ستيف جوبز القادم.
درست الهندسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وعملت لوبيز لارا متدربة في الصيف في شركات كبرى عديدة مثل "بريدج ووتر أسوشيتس" التابعة لراي داليو، و"سيتاديل سيكيوريتيز" التابعة لكين جريفين.
لكن حدث تحول جذري عندما انضمت المؤسسة إلى شركة "فايف رينجز كابيتال"، إلى جانب زميلها في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، طارق منصور. خلال فترة التدريب هذه، توطدت العلاقة بينهما من خلال رؤية مشتركة لشركة تنبؤات تتيح للمستخدمين المراهنة على نتائج الأحداث الرياضية الشهيرة، والانتخابات، والأحداث الجارية.
دخل رائدا الأعمال في شراكة تجارية، وبعد تعاون ناجح مع مسرعة الأعمال "واي كومبينيتور" بعد عام واحد فقط، انطلقت منصتهما "كالشي"، وأصبحت أول منصة لسوق التنبؤات مرخصة فيدراليا بعد موافقة هيئة تداول السلع الآجلة عام 2022. وقد جمعت "كالشي" مليار دولار هذا الشهر، محققةً تقييمًا بقيمة 11 مليار دولار، وبذلك انضمت لوبيز لارا ومنصور، كل منهما يمتلك 12% من الشركة، إلى نادي المليارديرات.

